في Sunday 2 February, 2020

ذئاب داعش المنفردة تعود لتهديد أوروبا مجددا

عقب مقتل البغدادي حذر خبراء ومحللون غربيون من "عواء الذئاب المنفردة" المنتمية للتنظيم الإرهابي وأيديولوجيته المتطرفة وخلاياه النائمة التي تسعى للانتقام لمقتل البغدادي بتنفيذ هجمات إرهابية عشوائية وبطريقة منفردة في أوروبا ودول العالم.

ومساء اليوم الأحد، قتلت الشرطة البريطانية رجلا مسلحا بعدما طعن شخصين في أحد الشوارع بحي ستريثام جنوبي العاصمة لندن.

وقالت الشرطة البريطانية عبر حسابها على موقع تويتر "حتى الآن، نعتقد أن شخصين تعرضا للطعن خلال الحادث".

وأضافت: "ندرس ملابسات" هذا العمل "الذي يعد مرتبطا بالإرهاب".

ويُعَد مقتل البغدادي انتصارا لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريق الأمن القومي الأمريكي الذي قضى سنوات في مطاردة أكثر إرهابي مطلوب في العالم.

وسبق ذلك أن كشفت وثائق حصلت عليها صحيفة "صنداي تايمز" أن التنظيم الإرهابي تبنى استراتيجية جديدة لاستهداف الغرب أطلق عليها اسم "خلايا التماسيح".

وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها في مارس/آذار الماضي، إن "داعش" يخطط لهجمات جديدة في أوروبا، ودعم عناصره الموجودين بالفعل هناك، مشيرة استنادا للوثائق التي حصلت عليها إلى أنه زرع خلايا نائمة أطلق عليها التنظيم اسم "خلايا التماسيح"، عبر أجزاء من سوريا وشكل فرق اغتيالات لاستهداف أعدائه.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق كانت محفوظة على قرص صلب سقط خلال تبادل لإطلاق النار بين خلية نائمة لداعش والقوات المحلية قبل شهر في منطقة صحراوية محررة شمال شرق سوريا.

وعقب ذلك وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول نقلت مجلة "فورين بوليسي" عن مسؤولين وخبراء قولهم إن داعش ما زال يمثل تهديدا في سوريا، لا سيما منذ هروب المئات من أفراده وعائلاتهم من أماكن احتجازهم أثناء توغل القوات التركية شمال شرقي البلاد.

وقالت دانا ستراول، المسؤولة السابقة بالبنتاجون، وزميلة معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "إنه من الغريب أن عملية التخلص من البغدادي نجحت رغم كل محاولات إدارة ترامب لجعلها أمرا أكثر صعوبة".

وأضافت: "وكما أن مقتل بن لادن لم يؤدِّ إلى القضاء على القاعدة، أتوقع أن التخلص من البغدادي لن يكون نهاية داعش".


وكان خبراء حذروا بعد مقتل البغدادي من تغيير "داعش" من تكتيكاته العسكرية واستراتيجيته، كما حذروا من ردة فعل ذيوله في العواصم العربية الأوروبية انتقاما لمقتل البغدادي.

وبعد نحو ساعة من عملية الطعن في بريطانيا، أطلقت الشرطة البلجيكية النار على رجل طعن شخصين في مدينة جانت شمال غربي البلاد، كما أصيب المشتبه به في يده على أيدي ضباط المدينة التي تعد رئيسية شمال غربي بلجيكا.

وأضافت الشرطة البلجيكية أنه تم تصوير المشتبه في جانت على الأرض من قبل الشرطة على الطريق المزدحم بينما يراقب الشهود من خلف طوق.

وقال المدعي العام البلجيكي، عقب الحادث الذي لم يكشف عن طبيعته، إن "التحقيق مستمر، وسنعلق لاحقاً".

وكان آخر حادث مماثل وقع في لندن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حين قتلت الشرطة بالرصاص رجلا كان يرتدي سترة ناسفة مزيفة بعد أن قتل شخصين طعنا وأصاب 3 آخرين قبل أن يتمكن المارة من السيطرة عليه.

ويقدر البنتاجون أن هناك ما يتراوح بين 14 ألفا و18 ألفا من مسلحي داعش ما زالوا يمارسون نشاطهم في العراق وسوريا، وهي أعداد غير متوافرة لتنظيم القاعدة.

وفي عام 2016 حذر مرصد "الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة"، التابع لدار الإفتاء المصرية، من استراتيجية تنظيم "داعش" الإرهابي المسماة "الذئاب المنفردة"، والتي يستخدمها التنظيم كوسيلة سهلة لضرب عمق الدول دون أن يتواجد التنظيم نفسه على الأرض أو يسيطر على مناطق بعينها.

وأوضح مرصد الإفتاء، في تقرير له آنذاك، أن الذئاب المنفردة هم مجموعة من الأفراد الذين ينفذون عمليات قتل بشكل انفرادي دون وجود بنية تنظيمية توجهها وتخطط لها، أو يتحركون بتأثير من دعاية تنظيم ما ولكنهم ليسوا مكلفين بهذه المهمة من قبل قيادته بأي طريقة، وغالبا ما يكون هؤلاء أشخاصا عاديين لا يثيرون ريبة في حركاتهم وسلوكهم.

وأشار التقرير إلى أن هذا يجعل من تلك الذئاب التحدي الأكبر الذي تواجهه الأجهزة الأمنية، كون منفذ العملية يعتمد على إمكاناته الذاتية ويستخدم أدوات بسيطة، وغالبا ما تكون سيارة أو سكينا أو سلاحا شخصيا يمكن الحصول عليه بطرق شتى، ليقوم بتنفيذ العملية ثم يلوذ بالفرار ويختفي عن الأنظار.