في Thursday 10 March, 2022

فرنسا: آمال التوصل لاتفاق نووي مع إيران تتضاءل

مفاوضات فيينا
كتب : زوايا عربية - متابعات

قالت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الخميس 10 مارس 2022، إن الآمال تتضاءل في التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية، داعيةً جميع الأطراف لاتخاذ موقف يتسم بالمسؤولية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر للصحفيين في إفادة يومية: "نحن قريبون جداً من اتفاق، لكن الآمال تتضاءل".

وأضافت: "نحن قلقون بشأن مخاطر التأخير الإضافي على احتمال إبرام اتفاق. وجنباً إلى جنب مع شركائنا في الثلاثي الأوروبي، ندعو جميع الأطراف للتحلي بنهج مسؤول واتخاذ كل القرارات اللازمة لإبرام هذا الاتفاق".

من جهتها، حمّلت إيران الخميس الولايات المتحدة مسؤولية "تعقيد" إنجاز مباحثات فيينا الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي، في أعقاب مخاوف غربية من إطالة أمد المفاوضات جراء طلبات روسية مرتبطة بالأزمة الأوكرانية.

وتجري إيران وكلِ من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، مباحثات في فيينا لإحياء اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي. وتشارك الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق في العام 2018، في المباحثات بشكل غير مباشر.

وبلغت المفاوضات مؤخراً مرحلة متقدمة تُعد "نهائية"، لكن نقاط تباين لا تزال قائمة بين الأطراف. ورأى معنيون بالمباحثات، أبرزهم منسق الاتحاد الأوروبي انريكي مورا، أن نقاط الخلاف المتبقية تتطلب "قرارات سياسية".

من جهته، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على شمخاني اليوم إن "مفاوضات فيينا تزداد تعقيداً كل ساعة في غياب قرار سياسي من الولايات المتحدة".

وأضاف عبر "تويتر": "مقاربة الولايات المتحدة لمطالب إيران المبدئية، وتقديم اقتراحات غير مقبولة.. يظهر أن الولايات المتحدة ليس لديها إرادة" للتوصل إلى تفاهم مقبول من مختلف الأطراف يعيد إحياء اتفاق 2015.

وأتاح الاتفاق رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، في مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب وأعادت فرض عقوبات قاسية، في المقابل تراجعت عن غالبية التزاماتها.

ومع بلوغ المفاوضات في الآونة الأخيرة مراحل حاسمة، بدأ موقف روسي مستجد يلقي بظلاله منذ أيام على المباحثات.

فقد كشف وزير الخارجية سيرغي لافروف أن بلاده اشترطت قبل دعم أي تفاهم، الحصول على ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بأن العقوبات الغربية التي فرضت مؤخراً على موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا، لن تؤثر على تعاونها مع طهران في مجالات اقتصادية وعسكرية.

واعتبرت واشنطن أن موقف روسيا هو "خارج سياق" القضية لعدم وجود رابط بين العقوبات الجديدة والتعاون في إطار الاتفاق النووي، بينما أبدت باريس "قلقها" من أن تتسبب المطالب الجديدة بتأخير إضافي في الاتفاق.

وانتقد المبعوث الروسي الى فيينا ميخائيل أوليانوف المواقف الغربية. وقال للصحافيين مساء الأربعاء: "يحاول البعض أن يوجّه اللوم إلينا على إطالة أمد المباحثات. عليّ أن أقول إن المباحثات لم تنجز بعد، حتى النص النهائي للتفاهم لم ينجز بعد".

وتابع: "كأي طرف آخر، لدينا الحق بطلب أمر ما.. هذا أمر معتاد، وأولئك الذين لا يفهمون ذلك ليسوا محترفين".

وشدد على حق روسيا "في حماية مصالحنا (مع إيران) في المجال النووي وفي المجال الأوسع"، موضحاً أن روسيا تريد "أن تكون كل علاقاتنا التجارية والاقتصادية مع إيران معفاة من العقوبات الأوروبية والأميركية الراهنة والمستقبلية".

وتهدف مباحثات فيينا الى إعادة الولايات المتحدة للاتفاق خصوصاً عبر رفع العقوبات، وامتثال طهران مجدداً لكامل التزاماتها بموجب بنوده.