في Tuesday 7 June, 2022

«السفر الانتقامي».. ارتفاع جنوني في أسعار تذاكر الطيران

كتب : زوايا عربية - وكالات

لأكثر من عامين، كان فيروس كورونا الموضوع الأكثر تداولاً، ومع إسقاط إجراءات الإغلاق أصبح البحث عن تذكرة طيران أمرا بالغ الصعوبة، ليظهر مصطلح جديد يعرف بـ "السفر الانتقامي".
فعلى الرغم من ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، يختار محبو السفر تحمل التكاليف المرتفعة بعد توقف دام لفترة طويلة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة دلتا إيرلاينز، إد باستيان، في مؤتمر لصناعة الطيران الأسبوع الماضي، إن الطلب فاق التوقعات، مشيراً إلى أن الأسعار هذا الصيف قد تكون أعلى بنسبة 30% عن مستوياتها قبل الوباء.

وأضاف أن الطلب لم يفرق بين فئات المسافرين أو أهدافهم، إذ شهدت الصناعة طلباً مرتفعاً سواء للأعمال أو السفر الدولي، وغيرها.

وأوضح تقرير لوكالة "بلومبرغ"، أن ارتفاع أسعار تذاكر السفر يختلف حسب المنطقة، إذ تضاعف سعر تذكرة الطيران من هونغ كونغ إلى لندن بنحو 5 مرات عن مستويات ما قبل الوباء، وبلغ سعر التذكرة 5360 دولاراً أميركياً، فيما بلغ سعر تذكرة الطيران بين نيويورك ولندن 2000 دولار.

كما شهدت الأسعار جنوناً خاصةً للمسافرين من سنغافورة إلى برلين، إذ بلغ سعر تذكرة العودة إلى العاصمة الألمانية أكثر من 3600 دولار.

فيما وجدت دراسة أجراها معهد ماستركارد للاقتصاد أن تكلفة الطيران من سنغافورة كانت في المتوسط أعلى بنسبة 27% في أبريل مقارنة بعام 2019، بينما كانت الرحلات الجوية من أستراليا أعلى بنسبة 20%.

وتشير الدراسات إلى أسباب عدة لارتفاع الأسعار، ولا تخضع جميعها لسيطرة شركات الطيران.

فعلى الرغم من تخفيف معظم الدول لقيود السفر الدولي، إلا أن شركات الطيران لازالت تحذر من إعادة جميع طائراتها المتوقفة عن العمل.

وهذا ينطبق بشكل خاص على الطائرات العملاقة مثل طائرات A380 العملاقة من شركة إيرباص وطائرات بوينغ 747-8 الأقدم، حيث تتجه شركات الطيران إلى طرز أكثر كفاءة في استهلاك الوقود مثل A350s و787 دريملاينر.

كما قلصت شركات الطيران عدد خطوطها الجوية خلال وباء كورونا، وهو ما يدفع المسافرين لحجز رحلات طيران تتضمن أكثر من رحلة ترانزيت للوصول إلى وجهاتهم البعيدة، بينما كان من الممكن قبل ذلك السفر مباشرة.

ومع وجود عدد أقل من الطائرات في السماء، هناك عدد أقل من المقاعد لتلبية الانتعاش في الطلب، والذي بدوره أدى إلى ارتفاع الأسعار.

على الجانب الآخر، أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تفاقم الارتفاع المطرد في أسعار النفط الخام خلال الأشهر الـ18 الماضية.

ويمثل وقود الطائرات الآن ما يصل إلى 38% من متوسط تكاليف شركة الطيران، ارتفاعاً من 27% في السنوات التي سبقت عام 2019.
وبالنسبة لبعض شركات الطيران منخفضة التكلفة، يمكن أن تصل إلى 50%.

وقال محللون في شركة سيتي غروب في مارس إن بعض المستثمرين يعتقدون أن شركات الطيران قد تسعى إلى زيادة رسوم الوقود كوسيلة للتكيف.

وقال المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي، ويلي والش، الشهر الماضي، إن بعض المسافرين يستغلون ميزانيات العطلات المؤجلة ويقومون بالترقية إلى مقصورات طائرات أكثر تكلفة للرحلات الترفيهية.