في Monday 27 June, 2022

للمرة الأولى منذ 1918.. روسيا تتخلف عن سداد ديونها

كتب : زوايا عربية - وكالات

تخلفت روسيا عن سداد ديونها السيادية بالعملة الأجنبية للمرة الأولى منذ قرن، وهي ذروة العقوبات الغربية الأكثر صرامة التي أغلقت طرق الدفع أمام الدائنين في الخارج.
ولعدة أشهر، وجدت البلاد مسارات للالتفاف حول العقوبات التي فُرضت بعد غزو روسيا لأوكرانيا.

لكن في نهاية يوم عمل الأحد، انتهت فترة السماح على حوالي 100 مليون دولار من مدفوعات الفوائد المستحقة في 27 مايو، وهو موعد نهائي يعتبر حدثاً للتخلف عن السداد إذا فاته.

وتم تداول سندات اليوروبوند في البلاد عند مستويات محزنة منذ بداية شهر مارس، وظلت الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي مجمدة، وتم فصل أكبر البنوك عن النظام المالي العالمي، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ".

لكن بالنظر إلى الأضرار التي لحقت بالفعل بالاقتصاد والأسواق، فإن التخلف عن السداد هو أيضاً رمزي في الغالب في الوقت الحالي، ولا يهم كثيراً الروس الذين يتعاملون مع تضخم من رقمين وأسوأ انكماش اقتصادي منذ سنوات.

وعارضت روسيا التصنيف الافتراضي، قائلة إن لديها الأموال اللازمة لتغطية أي فواتير واضطرت إلى عدم السداد.

وبينما كانت تحاول تغيير مسارها، أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستتحول إلى خدمة ديونها السيادية المستحقة البالغة 40 مليار دولار بالروبل، منتقدة "وضع القوة القاهرة" الذي وصفته بأنه "صناعة غربية مفتعلة".

من جانبه، قال كبير المحللين السياديين في لوميس سايلز آند كومباني، حسن مالك، إنه "أمر نادر للغاية، حيث يتم إجبار حكومة لديها الوسائل من قبل حكومة خارجية على التخلف عن السداد.. سيكون حدثاً تاريخياً".

وعادةً ما يأتي الإعلان الرسمي من شركات التصنيف، غير أن العقوبات الأوروبية أدت إلى سحب تصنيفات الكيانات الروسية.

ووفقاً لوثائق السندات التي انتهت فترة سماحها يوم الأحد، يمكن لـ25% من حاملي السندات القائمة إعلان التخلف عن السداد.

ومع مرور الموعد النهائي، ينتقل التركيز إلى ما يمكن أن يفعله المستثمرون بعد ذلك.

وقال مالك، لا يحتاجون إلى التصرف على الفور، وقد يختارون مراقبة تقدم الحرب على أمل تخفيف العقوبات في النهاية.

وأضاف: "قد يكون الوقت لصالحهم، إذ تسقط المطالبات بالحق بعد 3 سنوات من تاريخ الدفع، وفقاً لوثائق السند".

من جهته، يعتقد الاقتصاد في معهد نومورا للأبحاث في طوكيو، تاكهيد كيوشي، أن يحافظ معظم حاملي السندات على نهج الانتظار والترقب.

وأثناء الأزمة المالية الروسية وانهيار الروبل في عام 1998، تخلفت حكومة الرئيس بوريس يلتسين عن سداد 40 مليار دولار من ديونها المحلية.

فيما كانت آخر مرة سقطت فيها روسيا في حالة تخلف عن السداد أمام دائنيها الأجانب منذ أكثر من قرن مضى، عندما تنكر البلاشفة في عهد فلاديمير لينين في عام 1918 عبء الديون المذهل في حقبة القيصر.

ووفقاً لبعض المقاييس، تعادل حجم ديون روسيا حينها نحو تريليون دولار من أموال اليوم.