في Tuesday 3 March, 2020

وباء قتل أكثر من الحرب العالمية.. وحصد رئيس البرازيل

كتب : احمد عبود

اخبار عربية وان- في حدود الساعة الحادية عشرة صباحاً يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918، سكتت أصوات المدافع بشكل رسمي على جبهات القتال بأوروبا معلنةً بذلك نهاية الحرب العالمية الأولى التي اندلعت عقب حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند لتستمر لأكثر من 4 سنوات متسببةً في سقوط نحو 20 مليون ضحية بين قتيل وجريح.

ومع نهاية الحرب، وجد العالم نفسه في مواجهة وباء الأنفلونزا الإسبانية الذي كان قد سجّل ظهوره منذ بضعة أشهر، قبل أن ينتشر بشكل تدريجي في مختلف أصقاع العالم متسبباً في سقوط عدد هائل من الضحايا.

وعلى حسب تقارير تلك الفترة، تسبب الوباء في تراجع هام لعدد السكان بالعديد من الدول خاصة بالدول الفقيرة. وفي الهند، تسببت الأنفلونزا الإسبانية في وفاة 17 مليون شخص، وهو ما يعادل 5% من سكان البلاد، وباليابان أصيب 23 مليونا بالفيروس المسبب للمرض وفارق نحو 400 ألف منهم الحياة. وبالمستعمرة الهولندية في الهند الشرقية، إندونيسيا حالياً، أنهت الأنفلونزا الإسبانية حياة 1.5 مليون شخص. أما في إيران فتراوح عدد الوفيات بين مليون ومليوني ضحية، أي ما يعادل حوالي خمس سكان البلاد.

وفي أوروبا، كان للأنفلونزا الإسبانية تأثير كارثي، ففي فرنسا فارق نحو 240 ألفاً الحياة بسببها، وفي إنجلترا وبلاد الغال استقر عدد الضحايا في حدود الـ200 ألف، أما ألمانيا التي خرجت مهزومة من الحرب العالمية الأولى فقد أحصت ما يقارب 225 ألف حالة وفاة بسبب الوباء. خلّفت الأنفلونزا الإسبانية عدداً هائلاً من الضحايا بعدد من الدول الأخرى التي شاركت بالحرب العالمية. ففي إيطاليا، قارب عدد الوفيات بسبب المرض 400 ألف، وفي المجر استقر العدد في حدود الـ100 ألف. أما إسبانيا التي كانت محايدة طيلة فترة الحرب فقد تحدثت عن سقوط زهاء 257 ألف ضحية جراء الأنفلونزا الإسبانية. من جهتها، أعلنت روسيا، التي عاشت حينها على وقع أهوال الحرب الأهلية، عن سقوط 400 ألف ضحية بسبب الوباء العالمي، إلا أن مصادر معاصرة رجّحت أن يكون العدد أكبر بكثير.