في Sunday 24 July, 2022

لأول مرة بمصر.. المحكمة تطالب بإعدام قاتل نيرة أشرف على الهواء مباشرة

كتب : زوايا عربية - متابعات

لأول مرة في تاريخ القضاء المصري، تطالب محكمة بتنفيذ حكم الإعدام على الهواء مباشرة، حيثطلبت محكمة جنايات المنصورة تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في الشاب محمد عادل قاتل زميلته نيرة على الهواءوأمام المشاهدين.

وقالت المحكمة في حيثيات حكمها في القضية التي قضت فيها بإعدام القاتل إنه آن الأوان لتغيير النص التشريعي ليسمح بتنفيذ القصاص في القاتل على الهواء، مثلما كانت جريمته على الهواء، وأمام كاميرات المراقبة والهواتف النقالة، مضيفة بالقول وبلغة قانونية وإن كان "المَهووسُـونَ بالمِـيديا يـَبثون الجُـرمَ على المَلأ فيرتاع الآمنونَ خَوفًا وهَـــلعًا، وما يَـلبَث المُجتمع أن يُفجَــع بمثلِ ذاتِ الجُـرم من جديد، فمِـن هذا المُنطلَـقِ، ألَـمْ يأنِ للمُـشرع أنْ يَجعلَ تنفيذ العقابِ بالحَق مَشهودًا، مِثلما الدمُ المَسفوحُ بغير الحَـقِّ صَار مَشهودًا".

وأهابت المحكمة بتعديل نَصَ المادةِ الخامسةِ والستين، من قانونِ تنظيمِ مَراكز الإصلاح والتأهيل المُجتمَعي المُنظمةِ لتنفيذِ عُـقوبةِ الإعدام؛ لِتُجـيزَ إذاعةَ تنفيذ أحكام الإعدام مُصَورةً على الهواءِ، ولو في جُــزءٍ يَسيرٍ من بَـدءِ إجراءاتِ هذا التنفيذ، لتحقيق الــرَّدعَ العامَ المُبتَـغَى الذي لم يَتحَقـق - بَعـد - بإذاعة مَنطوق الأحكام وَحــدَه.

إلى ذلك كشفت المحكمة في حيثيات حكمها كافةالرسائل والتهديدات التي أطلقها المتهم القاتل ضد زميلته المذبوحة، وقالت إنه وفي تحقيقات النيابة العامة في القضية رقم 11409 لسنة 2022 قسم أول المنصورة، المقيدة برقم 1191 لسنة 2022 كلي جنوب المنصورة، ضد الشاب محمد عادل محمد إسماعيل عوض الله وعمره 22 سنة، ومهنته طالب بكلية الآداب جامعة المنصورة ويقيم بمحلة البرج قسم أول المحلة الكبرى، محافظة الغربية، فقد قتل المتهم المجني عليها نَـيِّرة أشرف أحمد عبد القادر عمدًا مع سبق الإصرار، بأن بَيَّت النية وعقد العزم على قتلها، انتقامًا منها لرفضها الارتباط به، وإخفاق محاولاته المتعددة لإرغامها على ذلك، حيث وضع مُخططا لقتلها، حَـدد فيه ميقات أدائها امتحانات نهاية العام الدراسي بجامعة المنصورة مَوعدا لارتكاب جريمته، ليقينه من وجودها بها، وعَيَّن يومئذ الحافلة التي تُقلها وركبها معها مُخفيًا سكينًا بين طيات ملابسه، وتَتبعها حتى ما إن وصلت أمام الجامعة، باغتها من ورائها بعدة طعنات سقطت أرضًا على إثرها، فوالَى التعدي عليها بالطعنات ونَحَـر عُنقها قاصدًا إزهاق رُوحها خلال محاولات البعض الذود عنها، وتهديده إياهم، مُحدثًا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية.

وكشفت المحكمة أن المتهم استمر في التقرُب من الفتاة والتودُد إليها حتى أبدى رغبته في الارتباط بها قُـبَيل امتحانات العام الجامعي 2021 لكنها رفضَته وانصرفت عنه، فراح يُلاحقها برسائله عبر حسابات مُسجلة باسـمه على بعــض مواقع التراسل الاجتماعي من الهاتفين النقالين الخاصين به، وتَملكه إحساسٌ جارف بحُب التملك وأخذ يُلاحقها بمَعسول الكلام تارةً، مثل قوله نصًا: "أنا محتاجلك أوي، أوعدك حتشوفي إنسانا جديدا، أنا اتغيرت جامد الفترة اللي فاتت، عملت حاجات غلط كتير بس عملت حاجات أحلى، طب والله وحشتيني، ووحشني صوتك" وبالتهديد تارةً أخرى مثل قوله نصًا: "إنتي بتاعتي وبس يا روح أمِّك، بمزاجك أو غصب عنك، ومفيش مَخلوق حيلمس شَعرة منك غيري، ومفيش دكر هييجي ناحيتك، يبقى حَد كدة يقربلك، أو إنتي تقربي لحد، إنت لازم تسمعيني لو غصب عنك".

وتابعت المحكمة أن المتهم أخذ يُلاحق الفتاة بفُحش القول لحظرها حساباته لمنع استقبال أحاديثه ورسائله، ثم لم ييئس، وتقدم لخِطبتها فرفضته وكذلك فَعَل أهلها، فعاد يُلاحقها في الواقع كما يُلاحقها في العالم الافتراضي؛ وأخذ يهددها بالقتل برسائل يُقسم فيها بقتلها ذبحًا، منها نصًا: "والله نهايتك على إيدي يا نيرة، تاني مفيش فايدة، ودِيني لأقتلك، وعَرش ربنا ما سَايبك تتهنِّي لحظة، هَدبحك، وديني لأدبَحك، دانا أدبحك أسهلي، إنتِ حسابك معايا تقيل أوي، بلاش تزوديها عشان وعهد الله ما هسيب فيك حتة سليمة ويبقا حَد غيري يلمس منك شَعرة".

وأضافت المحكمة أن المتهم وفي رسالة أخرى قال للفتاة "صحيح الفترة الجاية اتعلمي ضرب النار، أو شوفي محمد رمضان أو السقا يدربوكي بوكس، علشان نهايتك على إيدي يا نيرة، أهو طالما الدنيا مجمعتناش تجمعنا الآخرة".

وقالت المحكمة إن المحقق سأل المتهم بعد أقواله عن أن أسرة الفتاة عقدت له جلسة عرفية طالبوه فيها بالابتعاد عن ابنتهم، وقال له هل استَجبتَ إلى طلبهم بالابتعاد عن المجني عليها وعدم تَتبُعك لها بالأذى والتعرض لها، فأجاب: "لا، لكن أنا سايرتهم لحد ما أتمكن منها في الامتحانات وأخلَّص عليها"، واعترف بأنه طيلة الفترة التي سبقت شهر رمضان الماضي كان يحاول التواصل معها لإنهاء ما بينهما ويعودا لبعضهما، ولكنها كانت تَـرفض وحَظرت اتصالاته، وقال عن ذلك نصًا بالصحيفة السادسة عشرة: "أنا طول الفترة اللي قبل رمضان اللي فات، وأنا كنت بعمل أكاونتات علشان أتواصل معاها؛ لأنها كانت عَملالي بلوك على أي أكونت لها".