في Wednesday 3 August, 2022

عشية ذكرى انفجار بيروت.. دعوات أممية وحقوقية لتحقيق دولي

كتب : زوايا عربية - وكالات

دعا خبراء مستقلون من الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية بارزة اليوم الأربعاء 3 أغسطس 2022، مجلس حقوق الإنسان إلى إطلاق تحقيق دولي "بلا تأخير" حول انفجار مرفأ بيروت، عشية إحياء لبنان الذكرى السنوية الثانية للكارثة.

وشهد مرفأ العاصمة في الرابع من أغسطس 2020 انفجاراً ضخماً أودى بحياة أكثر من 200 شخص وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، ملحقاً دماراً واسعاً بالمرفأ والأحياء المجاورة. ونجم الانفجار، وفق السلطات، من تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم من دون إجراءات وقاية، إثر اندلاع حريق لم تُعرف أسبابه. وتبيّن لاحقاً أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحركوا ساكناً.

وقال ستة خبراء في بيان مشترك: "شكلت هذه المأساة واحدة من أكبر الانفجارات غير النووية في الذاكرة الحديثة، ومع ذلك لم يفعل العالم شيئاً لمعرفة سبب حصولها".

وأضافوا: "في الذكرى الثانية للانفجار، نشعر بخيبة أمل، لأن الناس في لبنان ما زالوا ينتظرون العدالة، وندعو إلى فتح تحقيق دولي بلا تأخير".

وحمل البيان خصوصاً توقيع مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو تعسفاً موريس تيدبال بنز ومقرر الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان والبيئة ديفيد بويد والخبير المستقل المعني بحقوق الإنسان والتضامن الدولي أوبيروا أوكافور.

ولم يتوصل التحقيق المحلي الذي يقوده القاضي طارق البيطار إلى نتائج بعد. ويؤجج تعليق التحقيق منذ نهاية 2021، جراء دعاوى ضد البيطار رفعها تباعاً مُدعى عليهم بينهم نواب حاليون ووزراء سابقون، غضب الأهالي.

ويثير التحقيق انقساماً سياسياً مع اعتراض قوى رئيسية أبرزها ميليشيا حزب الله على عمل البيطار واتهامه بـ"تسييس" الملف.

ومع تعليق التحقيق المحلي، ينقل الخبراء "مناشدة عائلات الضحايا المجتمع الدولي لإجراء تحقيق مستقل بإشراف مجلس حقوق الإنسان"، الذي يضم 47 دولة تعقد اجتماعات دورية.

وفيما يجتمع المجلس الشهر المقبل، دعت 11 منظمة حقوقية دولية ومحلية بينها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية الأربعاء إلى طرح قرار "من شأنه أن يوفد، من دون تأخير، بعثة مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق.. بغية تحديد مسؤولية الدولة والأفراد ودعم تحقيق العدالة للضحايا".

وانتقدت في بيان مشترك كيف "عرقلت السلطات اللبنانية مراراً وتكراراً سير التحقيق في الانفجار من خلال حماية السياسيين والمسؤولين المعنيين من الاستجواب والملاحقة القضائية والاعتقال".

واعتبرت أنه "من الواضح الآن، أكثر من أي وقت مضى، أن التحقيق المحلي لا يمكن أن يحقق العدالة".

ونقل البيان عن ميراي خوري التي فقدت ابنها الياس (15 عاماً) في الانفجار قولها: "من حقي أن أعرف لماذا أُخذ ابني مني ومَن كان المسؤول".

وسبق لأهالي الضحايا ومنظمات محلية ودولية أن وجهت نداءات مماثلة إلى الأمم المتحدة خلال العامين الماضيين من دون أن تلقى رداً.

ووجهت كتلة القوات اللبنانية، التي تضم 19 نائباً، الأربعاء رسالة مماثلة إلى مجلس حقوق الأنسان، طالبت فيه كذلك بتشكيل بعثة مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق.

وفي روما، أعرب البابا فرنسيس عن تضامنه مع عائلات الضحايا والشعب اللبناني. وقال "أدعو الله أن يعزي كل شخص بالإيمان، ويريحه بالعدالة والحقيقة اللتين لا يمكن اخفاؤهما أبداً". وأمل أن "يواصل لبنان، بمساعدة المجتمع الدولي، السير على طريق النهضة".