في Wednesday 11 March, 2020

برلمان مصر يتحرك لوضع استراتيجية متكاملة تجاه أفريقيا.. تفاصيل

كتب : أحمد العربي

أخبار عربية وان- تقارير

قرر مجلس النواب المصري (البرلمان) وضع تصور كامل لاستراتيجية مصرية تجاه أفريقيا خلال الفترة المقبلة، في ضوء توجه رسمي بتعزيز التعاون مع القارة السمراء، بعد عام من رئاسة مصر للاتحاد القاري.

ويسعى مجلس النواب المصري ، لإعداد استراتيجية متكاملة للتحرك داخل أفريقيا الفترة القادمة، ما استدعى تحركات واسعة من جانب لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب المصري.

هذه التحركات تضمنت أيضاً لقاءات مع جهات حكومية وتنفيذية، لعرض رؤية الوزارات والقطاعات المختلفة لتعظيم سبل التعاون مع أفريقيا، سبقها لقاءات مع السفراء الأفارقة بالقاهرة.

ويشير رئيس اللجنة النائب طارق رضوان، إلى أن السفراء الأفارقة كان لهم العديد من المطالب تعكس إرادة دولتهم.

وتابع أنه لمس "افتقاد مخطط عام مصري يرصد كيفية تعظيم التواجد في أفريقيا، رغم أن القارة بالنسبة لمصر هي بمثابة منطقة عمق للأمن القومي"، وهو ما "يلزم وضع رؤية واستراتيجية تحدد نقاط القوي والضعف وفرص تعظيم التواجد لكل دولة منفرده"، بحسب قوله.

وضمن هذه التحركات، نظم مجلس النواب المصري زيارات ميدانية لدعم العلاقات ثنائية مع الدول الأفريقية، جرى خلالها عقد لقاءات مع العديد من المسؤولين الذين نقلوا تطلعاتهم لتعود مصر كما كانت في سابق عهدها، وتعظيم دورها.


وللمرة الأولى عقدت اللجنة البرلمانية المصرية اجتماعا أمس الثلاثاء، لوضع تصورات لتلك الاستراتيجية بحضور العديد من ممثلي الوزارات المصرية من بينها الخارجية، التجارة والصناعة، الإعلام، الطيران المدني، النقل والمواصلات، الشباب والرياضة، المالية، التعاون الدولـي، الصحة، ومركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.

ولفت رضوان، في بيان صدر اليوم الأربعاء، إلى أن الاجتماع هو الأول في سلسلة اجتماعات مع مختلف قطاعات الدولة التنفيذية، لعرض رؤية الوزارات المختلفة والقطاعات التنفيذية لتنظيم سبل التعاون لدعم التوجه المصري تجاه أفريقيا، بهدف تكامل الأدوار وترتيب أولويات التحرك وتغيير آلية التعامل مع هذا الملف بمستوى استراتيجي.

وطالب رضوان باستكمال مناقشة الموضوع في اجتماع قادم بحضور ممثلين عن الأزهر والكنيسة ووزارات: الأوقاف والثقافة والإعلام والتعليم العالي، والتعاون الدولي، والسياحة، والمالية.

واختتمت مصر في فبراير/ شباط الماضي، رئاستها للاتحاد الأفريقي، والتي استمرت عاما كاملا، أظهرت فيه القاهرة اهتماماً لافتاً على جميع المستويات بشؤون القارة، ونظمت العديد من الفعاليات والمؤتمرات في جميع المجالات ناقشت أزمات القارة، كما عكست زيارات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخارجية، الأولوية التي نالتها قارة أفريقيا على أجندة الدبلوماسية المصرية.


ويرى السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية الأسبق، أن الاهتمام المصري بأفريقيا تزايد بشكل ملحوظ مع تولي الرئيس السيسي الحكم قبل نخو 6 سنوات، في ظل إدراك لأهمية أفريقيا لمصر، غير أن هذا الاهتمام تنامى بشكل لافت مع ترأس القاهرة للاتحاد.

ونوه حجازي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى وجود تحديات أمنية واقتصادية وسياسية مشتركة تستوجب حضور مصري دائم، في إطار مساعيها لتطوير علاقتها بالدول الأفريقية.

وطرح حجازي آليات تعزيز الدور المصري في القارة الأفريقية مثل تقديم قروض ميسّرة لتمويل المشاريع بالدول الأفريقية، وإنشاء صندوق للمقايضة الأفريقي يتم من خلاله تبادل السلع من خلال عملية تقييم للمنتج وفقاً لسعره في السوق العالمية.

ووفق "التقرير الاستراتيجي العربي، الصادر في فبراير/ شباط الماضي، عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فإن السياسة الخارجية المصرية شهدت عام 2019 تحركات مكثفة للدفاع عن المصالح الأفريقية، على نحو يؤدى إلى إشراك المجتمع الدولي في حل الملفات والقضايا الشائكة التي تعوق جهود التنمية المستدامة أفريقيًا.

وأشار التقرير إلى أن هذه التحركات انعكست في جملة من المؤشرات، منها: السعي إلى تنسيق الجهود الإقليمية لبناء السلم وتعزيز الأمن، وترسيخ مبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية باعتباره السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات المشتركة التي تواجه الدول الأفريقية، وكذلك بحث سبل تعزيز التجارة البينية بين مصر والدول الأفريقية.