في Saturday 3 September, 2022

وثيقة أمنية مسربة تحذر من عمليات اغتيالات واسعة في بغداد

صورة أرشيفية
كتب : زوايا عربية - وكالات

بعد أسبوع هو الأكثر دموية في العراق، منذ 3 سنوات، تصاعدت المخاوف بعد وثيقة أمنية مسربة تحذر من عمليات اغتيال تستهدف أشخاصا في بغداد.

والوثيقة الأمنية المسربة، صادرة عن قيادة عمليات بغداد، أمس الجمعة، وكشفت عن قيام مجموعات مسلحة "خارجة عن القانون" بتنفيذ عمليات الاغتيال في العاصمة العراقية.

ووفقا للوثيقة نفسها، والتي نشرتها وسائل إعلام عراقية، فإن عمليات الاغتيال المزمعة ستتم بـ"سيارات بلوحات مظللة أو دراجات نارية يستقلها أكثر من شخص".

لكن الوثيقة الأمنية المسربة لم تكشف عن الشخصيات العراقية المستهدفة بـالاغتيالات المرتقبة أو حتى المجموعات المسلحة التي تخطط لتنفيذها.

وقيادة عمليات بغداد هي واحدة من بين 9 قيادات مماثلة تتبع قيادة العمليات المشتركة العراقية، والتي تمثل بدورها تعاون لعدة مؤسسات عسكرية عراقية على إدارة وتنسيق العمليات العسكرية في العراق، وتأسست في سنة 2007.

غليان الشارع

وتتزايد المخاوف الأمنية مع تصاعد حدة الاحتجاجات، بعد دخول "التشرينيين" على خط الصراع الدائر بين التيار الصدري والإطار التنسيقي.

فبعد يومين على إنهاء الاحتجاجات وحركة الاعتصامات لطرفي الصراع "الصدريين والإطار"، دعت الحركات التنسيقية لـ"احتجاجات تشرين" إلى مظاهرات مركزية بالعاصمة بغداد كرد على سوء الأوضاع العامة واستدامة الأزمة السياسية التي فجرتها انتخابات أكتوبر/تشرين الأول المبكرة، وما خلفته من تداعيات.

وعصر الجمعة، تجمع المئات من المحتجين عند ساحة النسور غربي العاصمة بغداد، ورفعوا شعارات التغيير، تقدمها لافتات كتب عليها بصريح العبارة "إيران لن تحكمنا".

المتظاهرون الذين بدا عليهم الغضب والاستياء مما يجري في العراق، نددوا بالتبعية السياسية وتعريض السيادة إلى الإرادات الإقليمية والدولية.

وكان حل البرلمان العراقي الحالي والمضي إلى انتخابات تشريعية مبكرة، هو المطلب الدائم، لكن المتظاهرين في بغداد اشترطوا وجود تعديل في بعض بنود الدستور، وقانون الانتخاب بما يؤمن عدم تكرار نسخ التوافق والمحاصصة في الحكومات المقبلة.

صورة تداولتها وسائل إعلام عراقية للوثيقة الأمنية المسربة عن قيادة عمليات بغداد

يذكر أن رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر دعا بعد أيام من اقتحام أنصاره إلى المنطقة الرئاسية ببغداد، في يوليو/تموز الماضي، إلى حل البرلمان وإسناد تلك المهمة للقضاء، وكذلك تحقيق انتخابات تشريعية مبكرة.

وأبدت العديد من القوى السياسية تضامناً مع تلك المطالب باستثناء بعض الكيانات المنضوية تحت مسمى الإطار التنسيقي، والتي كان الصدر أطلق عليها "الثالوث المشؤم".

ودفعت تلك المطالب إلى تأزم الوضع المعقد بين طرفي النزاع الشيعي، مما أفضى إلى وقوع اشتباكات مسلحة عند المنطقة الرئاسية أواخر الشهر الماضي، انتهت بمقتل وإصابة العشرات، مما اضطر الصدر إلى دعوة أنصاره إلى الانسحاب وإنهاء مظاهر الاحتجاجات السلمية.

وتتقارب مطالب المتظاهرين في ساحة النسور مع دعوات الصدر الأخيرة، إلا أنهم يمضون في أبعد من ذلك في إدانة جميع القوى السياسية الفاعلة في المشهد وتحميلهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الحالية.

داعش بالصورة

ويقف الأمن العراقي في موقف لا يحسد عليه بين عمليات تأمين واسعة للمتظاهرين، واستهداف تنظيم داعش الإرهابي لقواته بهجمات انتحارية، كان أخرها في محافظة الأنبار غربي العراق، أمس الجمعة.

عملية إرهابية نفذها انتحاري داعشي بتفجير حزامه الناسف في قوة عراقية داهمت مخبأه بالأنبار، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة 4 آخرين عند أحد الأنفاق في قضاء راوة بالمحافظة .

وغالباً ما يعتمد تنظيم داعش الأراضي المفتوحة ذات التضاريس المعقدة كمخابئ ومقار سرية للتخطيط وشن الهجمات، يقابلها عمليات عسكرية متواصلة من قبل القوات العراقية لملاحقة الخلايا الإرهابية.

وتعقد المشهد السياسي في العراق منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن الخلاقات بين الفرقاء وصلت لحد الاقتتال في العاصمة بغداد، وسط تحذيرات من استفادة تنظيم داعش من احتدام الصراع السياسي.