في Friday 7 October, 2022

الأمريكيون يحذرون الإيرانيين من المس بالمسيرات البحرية

كتب : زوايا عربية - متابعات

يعلن الأسطول الخامس الأمريكي خلال الساعات المقبلة عن تدريب بحري مشترك مع القوات البحرية البريطانية، في خطوة تعتبر تطويراً للقدرات العسكرية في المنطقة، وربما تكون أيضاً تحدياً للتهديدات التي تشكلها البحرية الإيرانية.

التدريب الأمريكي البريطاني خطوة لتطوير القدرات التكنولوجية للقوات العاملة في المنطقة وستنخرط فيها ثلاث سفن أميركية وسفينتان بريطانيتان وثلاث مسيرات بحرية وستجري في المياه الدولية قبالة البحرين.

القائد البحري تيم هوكينز قال لـ"العربية والحدث" إن التمرين سيساهم في تطوير المراقبة البحرية بجمع قدرات المسيرات مع الذكاء الاصطناعي والسفن الحربية والقيادة على اليابسة.

وأوضح "أن المجسات على المسيرات البحرية ستعمل على استشعار وتحديد مكان السفن في المياه، وترسل الصور إلى مراكز القيادة على اليابسة وفي البحر على متن السفن المشاركة".

يبدو للوهلة الأولى أن المسألة روتينية، لكنها في الحقيقة تصعيد واضح للتمارين والتقنيات بين القوات المشاركة في أمن المنطقة، وتصعيد واضح ضد التهديد الوحيد الموجود في المنطقة وهو التهديد الإيراني بشقّيه، تهريب المخدرات وتسليح الميليشيات.

فخلال السنتين الماضيتين، تمكنت القوات المشاركة في أمن المنطقة المركزية، خصوصاً في خليج عمان وبحر العرب من ضبط كميات هائلة من المخدرات والأسلحة. بعض التقديرات يشير إلى أن ثمن هذه الأسلحة والمخدرات والموجهة إلى شواطئ الخليج العربي بات يتخطّى الملياري دولار أمريكي، وتريد القوات الدولية والعربية المشاركة في العمليات البحرية تطوير قدراتها لمنع المزيد من التهريب الإيراني.

إلى ذلك، تعرّضت المسيّرات إلى مماحكات من قبل القوات البحرية الإيرانية، فمنذ أسابيع حاولت قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني الاستيلاء على مسيرة في المياه الدولية للخليج العربي، لكنها تخلّت عن المحاولة بعدما سارعت زوارق أميركية إلى المكان.

بعد ساعات قامت سفن تابعة للبحرية الإيرانية بعملية مماثلة ونجحت برفع مسيرتين أميركيتين من مياه البحر الأحمر، واحتفظت بهما لساعات طويلة، قبل أن تعيدهما في صباح يوم 2 سبتمبر المنصرم بدون الكاميرات.

الساعات الطويلة التي احتفظت بها البحرية الإيرانية بالمسيرات الأمريكية كانت متوترة، فقد ذكرت معلومات سابقة لـ"العربية والحدث" أن سفناً أميركية لاحقت السفن الإيرانية في المياه الدولية لأميال طويلة خلال ساعات الليل، وحتى الآن لم يكشف الأمريكيون عن الصور ولا التسجيلات الصوتية لهذه الحادثة.

نستطيع الآن النظر إلى أن التمرين الأمريكي البريطاني، بمشاركة المسيرات البحرية والسفن الحربية التي تحمل قدرات قتالية، تطويراً للقدرات ورسالة إلى الإيرانيين الذين تعمّدوا مماحكة الأميركيين في الأشهر الأخيرة.

لا يقول الأمريكيون هذا الكلام، لكنه من الملاحظ أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي ومنذ العام 2021 حاولت السكوت على التجاوزات الإيرانية ولعدة أشهر خففت من لهجة بياناتها.
مع تعيين قائد جديد للقيادة المركزية، الجنرال مايكل كوريللا، تغيّرت بعض المقاربات ويبدو الأميركيون أقرب إلى تشديد لهجتهم والآن يسعون إلى استباق الإيرانيين وإيصال بعض "التهديدات" على أمل منعهم من تكرار المماحكات.

وفي بيان وزّعته العمليات البحرية البريطانية وجّه القائمون على التمرين البحري رسالة مفادها أن المسيرات البحرية هي "ملك للحكومة الأميركية وستعمل قانونياً في المياه الدولية والممرات البحرية"، أضافت الرسالة "أن أي تدخّل في شؤون المسيرات البحرية سيعتبر خرقاً لأعراف القانون البحري الدولي".