في Friday 2 December, 2022

إيران.. تظاهرة نسائية نادرة في زهدان

كتب : زوايا عربية - وكالات

انضمت النساء في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية اليوم الجمعة 2 ديسمبر 2022، إلى الاحتجاجات واسعة النطاق التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، في خطوة أكدت مجموعات حقوقية بأن حدوثها "نادر" في المنطقة المحافظة إلى حد كبير.

وأظهرت تسجيلات مصوّرة انتشرت على الإنترنت عشرات النساء في عاصمة المحافظة زاهدان يرفعن لافتات كتب عليها "امرأة، حياة، حرية"، وهو أحد أبرز شعارات الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في منتصف سبتمبر.

وهتفت نساء ارتدين "الشادور": "بالحجاب أو بدونه، هيا إلى الثورة"، وذلك بحسب تسجيلات مصوّرة انتشرت على تويتر.

وعلّق مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، محمود أميري مقدّم على التظاهرة النسائية في زاهدان بالقول "إنها بالفعل نادرة من نوعها"، إذ أن المدينة شهدت على مدى الشهرين الماضيين خروج الرجال إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة. وقال لوكالة "فرانس برس" إن "الاحتجاجات الحالية في إيران ليست إلا انطلاقة لثورة كرامة".

وأضاف: "ساهمت هذه الاحتجاجات بتمكين النساء والأقليات الذين تم التعامل معهم على مدى أربعة عقود كمواطنين من الدرجة الثانية، ليخرجوا إلى الشوارع ويطالبوا بحقوقهم الأساسية".

يأتي ذلك فيما ذكر تلفزيون "إيران إنترناشيونال"، اليوم، أن قوات الأمن الإيرانية أطلقت النار على محتجين في مدينة زاهدان بشرق البلاد. وقالت القناة إن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان.

هذا وتتواصل الاحتجاجات في مختلف أنحاء إيران، في وقت أعلن فيه المواطنون الإيرانيون من مختلف الفئات استعدادهم للانضمام إلى الإضرابات والاحتجاجات لمدة ثلاثة أيام، وأعلنت العديد من المؤسسات أيضًا الانضمام لهم لدعم هذه التحركات الاحتجاجية في 5 و6 و7 ديسمبر الجاري. يشار إلى أن 7 ديسمبر هو يوم الطالب في إيران، وكان دائمًا مناسبة احتجاجية.

هذا ونشرت شبكة حقوق الإنسان في كردستان (KurdistanHRN)، مقطع فيديو جديدا لقوات الأمن وهي تطلق النار على عدد من المتظاهرين أثناء عودتهم من مراسم تشييع اثنين من ضحايا احتجاجات جوانرود في 21 نوفمبر.


وسابقا، نُشرت مقاطع فيديو أخرى من زوايا أخرى لأحداث هذا اليوم الدموي في هذه المدينة الكردية الإيرانية، أظهرت إصابة المحتجين بطلقات نارية.

لكن هذه هي المرة الأولى التي يمكن فيها رؤية عدد كبير من قوات الأمن خلال هذا اليوم وإطلاقهم النار بشكل مباشر من مسافة قريبة على المحتجين.

وبحسب هذا التقرير، قُتل في هذا اليوم سبعة أشخاص على الأقل خلال الاحتجاجات في هذه المدينة بنيران مباشرة من قوات الحرس الثوري الإيراني.

وبحسب "إيران انترناشونال"، أصدر شباب أحياء طهران، وشباب أحياء 30 مدينة إيرانية، والجبهة الموحدة لأحياء إيران، ومجموعة الأطباء والممرضين المطالبين بالحرية، دعوات لهذه الأيام الثلاثة.

ودعت مجموعة شباب أحياء طهران إلى إضراب النقابات وأصحاب المحلات التجارية والصناعات وسائقي الشاحنات في 5 ديسمبر، وستقام تجمعات الأحياء في 6 ديسمبر، والتجمعات الطلابية ستبدأ من حول جامعة "أمير كبير" إلى ساحة آزادي في طهران، بعد ظهر يوم 7 ديسمبر.

في الوقت نفسه، نشر شباب أحياء 30 مدينة إيرانية بيانًا دعوا فيه إلى مظاهرة احتجاجية لمدة ثلاثة أيام من 5 إلى 7 ديسمبر.

وجاء في هذا البيان: "الآن مضى ما يقرب من عشرة أسابيع على بداية ثورتنا على نظام الاحتلال، الجمهورية الإسلامية، إثر مقتل الفتاة الإيرانية. وخلال هذه الفترة، قاتل الطلاب باحتجاجهم وإضرابهم إلى جانب المواطنين الآخرين في هذه الأرض، الذين ضاقوا ذرعا بالظلم وتعرضوا لأقسى أشكال القمع".

وأشار معدو هذا البيان إلى أن "النظام الإجرامي للجمهورية الإسلامية ارتكب مجزرة في مراسم أربعين رمز ثورتنا جينا (مهسا أميني) في 26 أكتوبر، وطالبوا كل الشعب الإيراني بالاحتفال بـ"اليوم الأربعين لشهداء أربعينية مهسا" ويوم الطالب، بمظاهرات واعتصامات وإضرابات على مستوى البلاد من الاثنين إلى الأربعاء، احتجاجًا على فظائع هذا النظام الوحشي".

كما دعا شباب الأحياء في هذا البيان "الشباب الثوري" إلى "إبقاء نار الثورة مشتعلة لعرقلة تمركز مرتزقة النظام باحتجاجات مفاجئة وحملات إبداعية في الأحياء والشوارع".

جاء هذا البيان من قبل شباب أحياء 30 مدينة وهي: تبريز، ومشهد، وشيراز، وكرج (والبرز) والأهواز، وزنجان، وهمدان، ويزد، وسنندج، وزاهدان، وأصفهان، وكاشان، وقزوين، وأردبيل، وأرميه، وبوشهر، وبندر عباس، وكركان، وقم، ونيشابور، وبابل، وخوي، ونجف آباد وضواحيها، وفيروز آباد، وبم، وجالوس، ونوشهر، وبجنورد، وكرمانشاه، ورشت، واراك.

ووصفت الجبهة المتحدة لأحياء إيران، في بيان لها، نظام الجمهورية الإسلامية بأنه "نظام قاتل للأطفال يجب معارضته".

ودعت هذه الجبهة في بيانها إلى احتجاج وإضراب واعتصام جماهيري لمدة ثلاثة أيام، وقالت إن وقت تجمع الناس في كل مدينة يعتمد على الأوضاع في تلك المدينة.

كما أصدرت مجموعة الأطباء والممرضين المطالبين بالحرية بيانًا، وأعلنت أنها ستتجمع وتضرب في منطقة عملها خلال هذه الأيام الثلاثة، وستعالج المرضى فقط في الحالات الطارئة.

وأكد البيان أنه لن يتم التسامح مع تدخل عوامل القمع في المستشفيات والمراكز الطبية والعلاجية.

وخلال الأشهر الثلاثة لانتفاضة الشعب الإيراني، كانت هناك حالات كثيرة من تدخل العناصر القمعية في علاج المتظاهرين المصابين، ولم تسمح هذه القوات للطاقم الطبي بمعالجة المتظاهرين المصابين، وقد توفي عدد من الجرحى بسبب نقص العلاج.

ومنذ الأيام الماضية، تم نشر دعوات شعبية لتنظيم إضرابات واحتجاجات واعتصامات جماهيرية في 5 و6 و7 ديسمبر، داعية التلاميذ والطلاب الجامعيين والمدرسين والموظفين والعمال وتجار السوق وغيرهم لدعم المتظاهرين في الشارع.