في Tuesday 12 May, 2020

انهيار إخوان تونس.. الغنوشي يحل المكتب التنفيذي لحركة النهضة خوفا من انقلاب داخلي

كتب : أحمد العربي

قرر رئيس حركة النهضة الإخوانية في تونس راشد الغنوشي، حل المكتب التنفيذي الذي يضم 30 إخوانيا، في ظرف يعيش فيه التنظيم الإرهابي حالة من التصدع الداخلي.

ويعتبر المكتب التنفيذي، مركز صنع القرارات السياسية للحركة الإخوانية، وغرفة عملياتها منذ عام 2011، ويصفه العديد من الخبراء بـ"الذراع الطولى" للإخوان.

وفي الوقت الذي لم يعلن فيه الغنوشي عن أسباب قراره، وإعاة تشكيله في مطلع شهر يونيو/حزيران المقبل، فإن مصادر مقربة من "النهضة" أكدت أن الغنوشي دخل في صراع مفتوح مع أعضاء حزبه.

وأوضحت المصادر، أن هذا الصراع وقف حائلا دون تواصل العمل بين أعضاء المكتب التنفيذي، بعد ما تباينت الآراء حول الموقف من حكومة التونسية، وطبيعة مشاركة الحركة فيها.

وأكدت المصادر أن تباين المواقف من الصراع داخل ليبيا بين قيادات حركة النهضة الإخوانية أيضاً، دفعت الغنوشي إلى إلغاء المكتب التنفيذي من أجل الانفراد بالقرار".

ولم تنف عناصر مقربة من حركة النهضة، أن سبب حل المكتب التنفيذي كخطوة أحادية الجانب من قبل الغنوشي، هو لإلغاء انتخابات الحزب الداخلية.

وقال خبراء، إن حل المكتب التنفيذي خطوة اتخذها الغنوشي لقمع كل الأصوات السياسية المخالفة لرأيه داخل الحركة التي يترأسها منذ قرابة 4 عقود.

وأكدوا أن هذه الخطوة كشفت مدى صورية مكاتب الحركة الإخوانية، وفضحت كذبة الديمقراطية داخلها"، وأن جهود الغنوشي تتركز حاليا على تصفية كل مخالفيه بخصوص موقفه المعادي للرئيس التونسي قيس سعيد، ولمشاركة حزبي التيار الديمقراطي وحركة الشعب القومية في حكومة إلياس الفخفاخ.

ويرى الخبراء أن زعيم إخوان تونس يبحث في جانب آخر على تيار سياسي داخل حركته، يضم شخصيات تتقاطع مصالحها المالية والسياسية مع عائلة الغنوشي، مثل رئيس كتلة الحزب في البرلمان التونسي نور الدين البحيري، والقيادي الإخواني السيد الفرجاني المعروف بـ"رجل الظل" في التنظيم السري لإخوان تونس.

ويرى العديد من المتابعين التونسيين أيضاً أن قرار الغنوشي يهف إلى خلق حالة من الفراغ المؤسسي لإرجاء المؤتمر الانتخابي للحركة لأجل غير مسمى.

وقالت شركة "سيغما كونساي" المختصة في استطلاعات الرأي لشهر أبريل /نيسان، إن 72% من التونسيين يريدون انسحاب رئيس حركة النهضة من المشهد السياسي.
و أن التصدع داخل حركة النهضة يتصاعد منذ الانتخابات الماضية في سبتمبر/ أيلول 2019، بعد استقالة كل من عبد الحميد الجلاصي (الرجل الثاني للحركة ) وأمين سر حركة النهضة زبير الشهودي، وانسحاب أحد مؤسسي إخوان تونس عبد الفتاح مورو من الحياة السياسية.

واعتبروا أن حل المكتب التنفيذي يأتي ضمن خطوات التفكك التي بدأت تضرب في العمق حركة النهضة الإخوانية، خصوصا مع تصاعد وتيرة الصراع حول النفوذ والغنائم السياسية بين قيادات الإخوان.