في Friday 29 September, 2023

ارتفاع أسعار الوقود في عدن يُفاقم أزمات اليمنيين

كتب : زوايا عربية - متابعات

فاقمت الزيادة السعرية الجديدة، غير المعلنة، في أسعار المشتقات النفطية، بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، من معاناة المواطنين الذين يواجهون أوضاعًا معيشية متردّية، في ظل الأزمة الإنسانية "الأسوأ على مستوى العالم"، وفق الأمم المتحدة.

ومنذُ أكثر من أسبوع، ارتفع سعر صفيحة البنزين سعة 20 لترًا في عدن جنوبًا إلى 25 ألف ريال يمني؛ ما يعادل 17.5 دولار أمريكي، بشكل متفاوت عن بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، بعد أن كان سعرها يصل إلى 21900 ريال؛ أي ما يعادل 15 دولارًا أمريكيًا، ما يضع السكان أمام تحدٍ اقتصادي جديد، يهدد بتوسع رقعة انعدام الأمن الغذائي، التي يواجهها أكثر من 17 مليون يمني.

وقال سائق سيارة الأجرة، رضوان فيروز، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن هذه الزيادة سببت له إرباكًا ماليًا رغم ضآلتها، حيثُ "أنها تأتي في وضع اقتصادي ومعيشي هو الأسوأ في حياتي، وأصبحنا مش قادرين فيه على مواجهة المتطلبات المعيشية الضرورية للأسرة والأولاد".

وأشار فيروز إلى أن سيارته هي مصدر دخله الوحيد، التي يعمل من خلالها كـ"تاكسي" لأكثر من 13 ساعة يوميًا، لإعالة أسرته المكونة من 4 أفراد، إلى جانب قيامه بنقل بضع طالبات من وإلى إحدى المدارس الخاصة في مدينة عدن القديمة.

وذكر أنه بالكاد نجح في إقناع أهالي الطالبات بإضافة مالية طفيفة على رسوم نقلهن إلى المدرسة، لكن الكثير من زبائنه غير متفهمين لهذه الزيادة السعرية، التي قال إنها تضاعف من حجم الأعباء على المواطنين، وتتسبب في ارتفاع أسعار مختلف أنواع السلع المعتمدة على وسيلة النقل.

من جهته، أكد عضو المكتب الإعلامي لشركة النفط اليمنية (حكومية)، المخوّلة بتوزيع وتسويق المشتقات النفطية، جعفر عاتق، أن الزيادة السعرية في أسعار المحروقات جاءت نتيجة ارتفاع سعر الوقود عالميًا في البورصة العالمية (بنزين، ديزل)، إضافة إلى تدني قيمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية.

وأشار، في حديثه الخاص لـ"إرم نيوز"، إلى ارتباط شركة النفط اليمنية بشكل وثيق بالأسعار العالمية، "وذلك لأننا بلد نستورد كافة أنواع المشتقات النفطية من الخارج، وأي زيادة في الأسعار عالميًا تؤثر سلبًا على الأسعار المحلية".

وحول تباين أسعار المحروقات من محافظة إلى أخرى، أكد عاتق أن بقية المحافظات تتم تغطية أسواقها المحلية عبر بنزين محلي مُحسّن، من خلال مصفاة "صافر" النفطية في مأرب، بكميات مقبولة، وذلك ما يفسّر تباين الأسعار، إذ إن البنزين المحلي أقل تأثرًا بارتفاع الأسعار العالمية من البنزين المستورد الأكثر جودة، والذي يعتمد على سعر البورصة العالمية.

وحتى اللحظة، لم تتأثر أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية في عدن بالزيادة السعرية في المشتقات النفطية، إذ يقول مدير عام إدارة الأسواق وحماية المستهلك في وزارة الصناعة والتجارة، فضل صويلح، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن أسعار السلع ترتفع وتنخفض مع سعر العملة الأجنبية، ولا يوجد تأثير عليها حتى الآن "كون الزيادة في البترول نسبة بسيطة، لا تؤثر على السلع، لكنها يمكن أن تؤثر على أجرة المواصلات وسيارات التاكسي".

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO"، في تقرير النشرة السوقية، الصادر الشهر الماضي، من ارتفاع معدلات التضخم في اليمن خلال الأشهر المقبلة، نتيجة ارتفاع أسعار الوقود عالميًا، التي تأتي في وقت ترتفع فيه أسعار المواد الغذائية الأساسية في مناطق الحكومة، على الرغم من انخفاضها عالميًا.

ويرى المنسق العام للجنة الإغاثية في اليمن، عضو الغرفة التجارية والصناعية في عدن، جمال بلفقيه، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن تأثير الزيادة السعرية في أسعار المحروقات يأتي على المواطن والموظف، نتيجة ضعف الدخل المادي، "، لذلك فإن أية زيادة سعرية على أية سلعة يحتاجها تؤثر بشكل مباشر على الدخل المادي القليل".