في Saturday 30 December, 2023

أربيل تنفي اتهامات بوجود مقار إسرائيلية على أراضيها

كتب : زوايا عربية - متابعات

جددت الفصائل العراقية المسلحة الموالية لطهران، اتهاماتها لمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، بوجود مقار إسرائيلية، فيما نفت أربيل هذه الاتهامات وسط تحذيرات من توتر العلاقة مع الحكومة العراقية بسبب الاتهامات، وعجزها عن منع الفصائل من شن هجمات عسكرية ضد أربيل.

وأعلنت ما تسمّى "المقاومة الإسلامية في العراق"، الخميس الماضي، استهداف "مركز للتجسس الفني تابع للكيان الصهيوني شمال شرق أربيل"، بحسب بيان صادر عنها.

بدورها، نفت حكومة إقليم كردستان وجود أي مقر أو قاعدة إسرائيلية في الإقليم، مؤكدة أن التقارير الصادرة عن المجموعات والقوات غير الشرعية التي تتحدث عن قصف موقع إسرائيلي في أربيل، عارية عن الصحة، وبعيدة كل البعد عن الحقيقة.

وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحاكم في أربيل وفاء محمد كريم، لـ"إرم نيوز"، إن "عودة الاتهامات لأربيل بوجود مقار إسرائيلية، لها أهداف سياسية، وهذا يؤكد أن كل الاتهامات السابقة هي باطلة وغير صحيحة، وهدفها الإسقاط السياسي".

وأضاف كريم أن "حكومة كردستان العراق ملتزمة تمامًا بالدستور العراقي والقوانين العراقية، وليست لها أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، وأي حديث غير ذلك هو محاولة للتشويش على الرأي، ومن أجل إيجاد حجج لاستهداف أمن واستقرار أربيل عبر الصواريخ والطائرات المسيَّرة".

وطالب الحكومة العراقية بـ"الحد من الهجمات العسكرية ضد إقليم كردستان من قبل الفصائل، فهذه العمليات تشكل تهديدًا لأمن واستقرار كردستان، وتؤثر على العلاقة بين بغداد وأربيل".

من ناحيته، قال المحلل السياسي محمد علي الحكيم، لـ"إرم نيوز"، إن "استمرار قصف الفصائل لأربيل لأسباب وحجج مختلفة ستكون له تداعيات على استقرار العلاقة بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم من جهة، وبين الأطراف السياسية في بغداد والأطراف الأخرى في كردستان من جهة أخرى".

وأردف: "نعتقد أن قصف أربيل، بشكل متكرر طيلة الفترة الماضية، لا يخلو من التهديد السياسي، والتذكير بأن الإقليم تحت مرمى نيران تلك الفصائل، وهذا الأمر يهدف لتهديد الإقليم، وإجباره على تنفيذ بعض الأجندات، كما حصل ذلك خلال الخلافات حول تشكيل الحكومة العراقية قبل أكثر من عام".

وأفاد بأن "الحكومة العراقية مطالبة بالضغط على الفصائل المقربة منها لإيقاف عمليات استهداف أربيل، لما لذلك من تداعيات سياسية، خاصة بعد عودة تكرار توجيه الاتهامات إلى أربيل بأنها تضم مقار إسرائيلية، وهذا الأمر لم يثبت بأي دليل طيلة الفترة الماضية رغم كل الاتهامات".

من ناحيته، قال رئيس المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية غازي فيصل، لـ"إرم نيوز"، "نعتقد أن الهجمات المستمرة من قبل الفصائل على أربيل لا تخلو من الضغط السياسي على حكومة كردستان والقوى الكردية، وهذه العمليات تعد إحدى أوراق الضغط التي استخدمتها الفصائل المقربة والمدعومة من قبل الإطار التنسيقي خلال خلافات تشكيل الحكومة".

وأوضح أن "الفصائل تريد إيصال رسائل بأن الإقليم غير مستقر كباقي المدن العراقية، وأنها تستطيع الوصول لأي هدف داخل الإقليم، لكن هذا الأمر ليس من مصلحة العراق ككل، وهو يضر بسمعة العراق أمام المجتمع الدولي، كون الإقليم يشكل محطة اهتمام دولية كبيرة خاصة بمجال الاستثمار".

وأشار إلى أن "استمرار القصف والاتهامات لإقليم كردستان، قد يعيد الخلافات السابقة والقطيعة السياسية ما بين بغداد وأربيل من جهة، وبين الأطراف السياسية المختلفة من جهة أخرى، وعلى الحكومة العراقية إيقاف هذا التصعيد لما له من تأثيرات سلبية على الاستقرار السياسي والأمني".