في Saturday 6 January, 2024

إخراج التحالف الدولي من العراق.. عقبات «صعبة» وتبعات «خطيرة»

كتب : زوايا عربية - متابعات

مع تفاقم حرب غزة، انطلقت التحذيرات من اتساع رقعة الصراع إلى خارج القطاع المحاصر، لتشمل جبهات عدة، اكتوت بآثار تلك الحرب، وبينها العراق الذي شهد زيادة في العمليات ضد قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، مما دفعه لرد، جعله غير مرغوب فيه.

لكن محللين اعتبروا، أن خطوة إخراج التحالف الدولي من العراق «تعد صعبة»، مؤكدين أنها ستواجه «عقبات مختلفة»، كما أن «تبعاتها ستكون خطيرة» على العراق.

فهل يودع التحالف الدولي العراق؟

يقول محللون عراقيون إن مسألة إخراج قوات التحالف الدولي – الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية – ليست بهذه السهولة، إذ أن هذه الخطوة تواجه بعقبات دستورية وقانونية، كما أن هناك قسمًا من العراقيين يرون أن تلك القوات بمثابة ضمانة للاستقرار.

وقد تصاعدت تلك الدعوات، لا سيما بعد مقتل قياديين 2 بحركة النجباء أهمهم مشتاق السعيدي "أبو تقوى" قائد اللواء 12 بالحركة التابعة لقوات الحشد الشعبي إثر استهداف طال مقرها بطائرة مسيرة.

ويوم الجمعة، أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، تشكل لجنة ثنائية مع الولايات المتحدة، مهمتها تحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» في العراق.

عقبات كثيرة

خطوة قال عنها مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتور غازي فيصل، إنها تأتي في إطار استراتيجية إيران وحلفائها من التنظيمات المسلحة والتي تهدف إلى إخراج القوات الأمريكية، وهو توجه وهدف مستمر منذ سنوات.

وأضاف فيصل، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن هذه المجموعات المسلحة الراديكالية القريبة من الحرس الثوري الإيراني استهدفت القواعد الأمريكية التي تقدم المساعدة والاستشارة والتدريب للقوات المسلحة العراقية، لافتاً إلى أن وجودها مصادق عليه ويأتي في إطار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة عام 2008 بين رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي والجانب الأمريكي، والتي أقرها البرلمان العراقي.

ولفت إلى أن العراق أمام استراتيجيتين في الداخل بشأن وجود تلك القوات، الأولى المقربة من طهران والتي تنظر إلى القوات الأمريكية على وجه التحديد كـ«قوة احتلال»، والثانية تعود إلى حلفاء واشنطن وخصوصاً حزبي الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني، كما أن قوات البيشمركة بينها اتفاقيات تعاون مع البنتاغون باعتبارها جزءًا من القوات المسلحة العراقية.

وأشار المحلل السياسي العراقي إلى أنه في إطار الاستراتيجية الثانية، فإن المكون السني يرى أن استمرار علاقات التحالف السياسي والاقتصادي والاستراتيجي فيه مصلحة للعراق وضمانة للأمن والاستقرار والتنمية وتطوير القدرات الدفاعية للعراق، ما يعني أن البلد الآسيوي أمام استراتيجيتين متناقضتين بشأن الولايات المتحدة.

و«في ضوء تلك المعطيات لن تخرج القوات الأمريكية أو قوات التحالف من البلاد»، بحسب غازي فيصل، الذي قال إن «القوى المضادة لأمريكا لن تستطيع استصدار قانون من مجلس النواب بأغلبية الثلثين لنقض القانون الذي شرعن وأسس للاتفاقية الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن، ما يعد عقبة دستورية يرافقها كذلك عقبات سياسية».

وأكد أن واشنطن -بدورها- لن تتخلى عن وجودها في الشرق الأوسط الذي يعد ضمانة لأمنها ومصالحها.

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أعلن أن بغداد ماضية في إخراج قوات التحالف الدولي نهائياً، مشيراً إلى البدء في مشاورات فنية لهذا الغرض.

«لن يستطيع أحد إخراجها»

بدوره، يقول المحلل السياسي العراقي حازم العبيدي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن «الدعوات التي تطلق في العراق بشأن إخراج قوات التحالف الدولي من البلاد مجرد حديث للاستهلاك الإعلامي والاستعراض»، مؤكدًا أنه «لن يستطيع أحد إخراج تلك القوات من الأراضي العراقية».

وأوضح العبيدي، أن «هناك قرابة 4 اتفاقيات أمنية موقعة بين بغداد وأمريكا، فحواها جميعاً أن الولايات المتحدة التي تقود هذا التحالف لها قواعد في العراق ويحق لها الخروج والدخول من وإلى العراق دون الحصول على إذن من الحكومة العراقية»، على حد قوله.

ويرى المحلل السياسي العراقي أن «القرار ليس بيد حكومة شياع السوداني ولا حتى تحالف ما يعرف بـ(الإطار التنسيقي)»، قائلاً إن «الأمر برمته بيد واشنطن وحدها إذا أرادت الخروج ستخرج وهذه هي الحالة الوحيدة فقط».

وأكد العبيدي، أن «العراق لن يتحمل التبعات الخطيرة لخروج قوات التحالف والقوات الأمريكية بشكل كامل، لا سيما أن المخاوف تتزايد من إمكانية تصاعد النشاط الإرهابي مجدداً، كما أن هذا سيعطي فرصة أكبر لنفوذ إيران في العراق والقوى الموالية لها»، مشيرًا إلى أن «هناك من يرى أن الوجود الأمريكي -وإن كان مرفوضاً- لكنه عنصر توازن سياسي وعسكري».

ويعود إنشاء قوات التحالف الدولي إلى سبتمبرمن عام 2014، في خطوة أعلنها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في إطار مكافحة تنظيم داعش الإرهابي الذي كان سيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا، كما أن من مهامه التي أعلنت وقتها مساعدة الحكومة العراقية على إرساء الأمن والاستقرار.

لكن في 26 يوليو من عام 2021 اتفقت بغداد مع واشنطن على انسحاب القوات القتالية للتحالف، ونهاية العام تم الإعلان عن ذلك بالفعل، لكن هناك من اعتبر هذا الأمر خطوة صورية وشكك في إمكانية خروج تلك القوات بشكل كامل.

نقلًا عن:" العين الإخبارية"