في Thursday 22 February, 2024

ديبي يخوض سباق رئاسة تشاد «وحيدًا»

رئيس تشاد
كتب : زوايا عربية - متابعات

تلقى الرئيس التشادي الانتقالي محمد إدريس ديبي دعمًا إضافيًا من الاتحاد الوطني للتنمية والتجديد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مما يوفر لديبي مجالًا مريحًا لدخول القصر الرئاسي وخوض السباق دون منافسين تقريبًا.

ويعكس قرار الاتحاد الوطني الانضمام إلى الائتلاف الذي سيدعم ديبي خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، حسابات سياسية لرئيس الوزراء الأسبق والرجل القوي في الاتحاد، صالح كيزابو، وفق قراءة لمجلة "جون أفريك".

ووقع سيليستين توبونا موكنا، النائب الأول لرئيس الحزب الذي تأسس في تشاد عام 1992، على مذكرة في 19 فبراير الجاري، بشأن إنشاء تحالف دعم محمد إدريس ديبي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ووفق المجلة، فاجأ التوقيع أقرب المراقبين للاتحاد الوطني للتنمية والتجديد، مشيرة إلى أن توبونا موكنا، الصديق المقرب لرئيس الوزراء السابق صالح كيبزابو، يضفي الطابع الرسمي على دعم الرجل وحزبه لرئيس الدولة الحالي، ويطمئنه بأن الحزب لن يقدم مرشحًا ضده.

يأتي هذا القرار قبل انعقاد مؤتمر الحزب بأسابيع قليلة.

ونقلت "جون أفريك" عن أحد المقربين من الحزب، قوله: "لقد فوجئت لأنه عادة ما يتم اتخاذ مثل هذا القرار في نهاية مؤتمر الحزب".

ويضيف المصدر أن "هناك قناعة داخل الحزب، في جميع الأحوال، بأن محمد إدريس ديبي سيفوز، لذلك يريد الحزب التركيز على الانتخابات الأخرى"، في إشارة إلى محطة الانتخابات التشريعية.

وتم تعيين صالح كيبزابو وسيطًا للجمهورية بعد إعفائه من منصب رئيس الوزراء، مع تعيين سوكسيه ماسرا في 1 يناير بهذا المنصب، وتعهد بالتفاوض على اتفاق سياسي بين حزبه ومن هم في السلطة، أي حاشية محمد إدريس ديبي وحركة الإنقاذ الوطني.

وحتى الآن، تقف حركة الإنقاذ الوطني، الحزب الحاكم السابق الذي أسسه إدريس ديبي الأب، وأمينه العام محمد زين بادا، في طليعة التحالف الذي سيدعم ترشيح رئيس الدولة الحالي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ووفق المصدر الحزبي، فإن كيزابو حافظ على علاقته بالرئيس الانتقالي رغم خروجه من رئاسة الحكومة، مشيرًا "كان محمد إدريس ديبي سيُبقيه رئيسًا للوزراء، لكنه فضل تعيين ماسرا، وهو الأخطر عليه، ليراقبه ويضعه وجهًا لوجه مع حقائق السلطة"، حسب تعبيره.

وأكدت "جون أفريك" أن هذا الدعم الجديد المقدم لديبي يوفر له ثقلًا متوازنًا في منطقتين مهمتين في تشاد، مع مرشح محتمل جدًا للانتخابات الرئاسية المقبلة، هو باهيمي باداكي.

إلا أن رئيس الوزراء السابق لم يتخل عن تأثير حزبه في المنافسات السياسية المقبلة في تشاد، وبفضل جذوره في هاتين المنطقتين، يستطيع محمد إدريس ديبي أن يقدم ثقلًا موازنًا لمستأجر سابق آخر لرئيس الوزراء من هاتين المنطقتين ــ والمرشح الرئاسي المحتمل للغاية ــ ألبرت باهيمي باداكي.

ووفق "جون أفريك"، يقول أحد الدبلوماسيين في نجامينا إن "التحالف الذي يعززه قرار الاتحاد الوطني للتنمية والتجديد يوفر للمرشح الرئاسي تمثيلًا أفضل في جنوب البلاد، حيث يهدف باداكي وماسرا إلى تحقيق نتائج مهمة".

واعتبر الدبلوماسي أنه "من خلال إقرار اتفاق سياسي مسبق، يؤمّن الاتحاد مكانًا مفضلًا في مشهد ما بعد الانتخابات، دون الحاجة إلى القيام بحملة".

وبحسب "جون أفريك"، فإنّ هذا الحزب يريد التركيز على الانتخابات التشريعية التي لم يتم تحديد موعدها بشكل رسمي، كما أن الاتحاد الوطني للتنمية والتجديد ليس الطرف السياسي الوحيد الذي يريد جني ثمار دعمه لمحمد إدريس ديبي، حيث تأمل العديد من الأحزاب الأخرى أو الجماعات السياسية والعسكرية السابقة في ذلك، ويتطلعون إلى مواقع في مشهد ما بعد الرئاسة.