في Saturday 24 February, 2024

نتنياهو يلوح بعملية في رفح عشية انفراجة «باريس»

نتنياهو
كتب : زوايا عربية - متابعات

أثار ربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما بين التوصل إلى صفقة جديدة حول الرهائن والتلويح بعملية في رفح تساؤلات.

وقال نتنياهو في بيان له مساء السبت 24 فبراير 2024، "نعمل على الحصول على مخطط آخر من شأنه الإفراج عن مخطوفينا واستكمال تدمير كتائب حماس في رفح".

وأضاف: "لهذا السبب أرسلت بعثة إلى باريس وسنبحث هذا المساء الخطوات التالية في إطار هذه المفاوضات".

وتابع نتنياهو: "كما سأعقد في بداية الأسبوع جلسة للمجلس الوزاري المصغر من أجل المصادقة على الخطط العملياتية للقيام بعملية عسكرية في رفح، التي ستشمل إجلاء السكان المدنيين من هناك".

واعتبر نتنياهو إنه "فقط المزيج بين الضغط العسكري وإجراء مفاوضات حازمة سيؤدي إلى الإفراج عن مخطوفينا والقضاء على حماس وتحقيق جميع أهداف الحرب".

غير أن هذا الربط ما بين الصفقة والعملية في رفح اثارت تساؤلات.

وتساءل الصحفي الإسرائيلي عميت سيغال في قناته على تطبيق "تليغرام": "الضغط على حماس نحو صفقة أم إجراء على الطريق؟".

ومن جهته، قال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي: "هناك قلق متزايد على مستوى العالم بشأن عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح، حيث يتركز حالياً أكثر من 1.4 مليون فلسطيني - العديد منهم نزحوا من أماكن أخرى في القطاع".

وقبيل تصريح نتنياهو، كان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي قال في مقابلة مع القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: " موقفنا هو أنه تحت أي ظرف من الظروف لن يتم تفسير الصفقة على أنها نهاية الحرب".

وأضاف في المقابلة التي تابعتها "العين الإخبارية": "مطالب إسرائيل تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، والإفراج الفوري عن النساء، وعدم إنهاء الحرب في نهاية الصفقة".

وأكد هانغبي وجود قلق لدى الولايات المتحدة الأمريكية بشأن عملية في رفح.

وقال: "موضوع رفح هو سؤال طرحوه (الأمريكيين) وردنا هو أنه يمكن القضاء على الكتائب المتبقية لحماس في رفح بعد إخلاء المواطنين الفلسطينيين المتواجدين هناك والذين يزيد عددهم عن مليون شخص".

وأضاف: "نحن واثقون من أنه عندما يحصل الجيش على موافقة القيادة السياسية للعملية في رفح، فإننا سندمر جميع كتائب حماس، تلك الموجودة الآن في رفح وفي كل مكان آخر".

وتابع: "إننا على ثقة من قدرة الجيش على القيام بهذه المهمة دون المس بالمدنيين، وكان المبعوث الأمريكي بريت ماكفورك وجه هذا السؤال إلى رئيس الوزراء نتنياهو حول ما إذا كان هذا ممكن وكان جوابه نعم".

ولكنه أشار إلى أنه في حال التوصل إلى اتفاق فإنه سيكون من الصعب القيام بالعملية في رفح قبلها، تاركا الباب مفتوحا للقيام بالعملية بعد الاتفاق.

وتضغط الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التوصل إلى اتفاق قبل شهر رمضان الذي يحل في الحادي عشر من الشهر المقبل، فلكيا.

غير أن مسؤولا أمنيا إسرائيليا كبيرا قال للهيئة العامة للبث الإسرائيلي إن عملية رفح قد تؤجل إلى ما بعد تنفيذ الاتفاق.

وقال: "صفقة رهائن في المستقبل القريب تتضمن، بحسب طلب حماس، وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار وموافقة إسرائيلية على عودة سكان غزة من الجنوب إلى الشمال".

وأضاف: "هذا لن يمنع الجيش الإسرائيلي من مواصلة المناورة البرية في منطقة رفح في المرحلة المقبلة".

وتابع: "التعامل مع الرهائن الآن سيجعل من الممكن تحقيق أهداف الحرب: عودة الرهائن وتفكيك أطر حماس العسكرية".

وقال الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: "انتقال سكان غزة إلى شمال القطاع، من شأنه أن يقلل من مخاوف المصريين والأمريكيين بشأن إيذاء الأشخاص غير المشاركين، وهو القلق الذي نشأ في الأشهر الأخيرة حول قيام قوات الجيش الإسرائيلي بالعمل في رفح".

من جهته، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إلى أن الجيش الإسرائيلي يعود لشمال قطاع غزة.

وقال أثناء وجوده في حي الزيتون، شرق مدينة غزة، وفق تصريح له، "هنالك مناطق سبق ودخلناها إلا أننا نعود إليها الآن بناءً على معلومات استخبارية أفضل من ذي قبل ونحقق إنجازات أعلى وأعمق بكثير، بالمعنى المزدوج للعمق، على اعتبار أننا نتوغل عميقاً في بطن الأرض فيما نضرب العدو بشكل عميق".

وأضاف: "وهنالك أماكن كنا قد اجتزناها وسط القتال بوتيرة تقدم عالية جداً، وها نحن نعود إليها لتطهيرها بصورة مكثفة للغاية.. إن هذه الأمور تسفر عن قتل مزيد من النشطاء وقتل مزيد من القيادات وتدمير المزيد من البنى التحتية".

وتابع هاليفي: "كما أننا نخوض حالياً المفاوضات حول تحرير المختطفين. ولا يمكنني التكهن بما ستؤول إليه الأمور، علماً بأن هناك من يتولى هذا الملف، في الوقت الذي ننشغل فيه بالقتال".

وفي الغضون، كشفت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي النقاب إن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من إسرائيل عدم استهداف أفراد قوة الشرطة المدنية التي تديرها حماس والذين يرافقون شاحنات المساعدات في غزة.

وقالت: " طالبت الإدارة الأمريكية إسرائيل الكف عن المس برجال شرطة حماس الذين يرافقون قوافل المساعدات الإنسانية، وبالتالي من المهم أن يظلوا سالمين".

وأضافت: "تكرر هذا الطلب في محادثة بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الدفاع يوآف جالانت. ويطالب الأمريكيون بأنه طالما لا توجد مرافقة بديلة للقوافل الإنسانية، التي يزعمون أنها ستنهب دون مرافقة رجال شرطة حماس، وبالتالي لن تصل إلى وجهتها، فلا ينبغي أن يتعرض رجال الشرطة هؤلاء للأذى".

واستدركت: "لا تنوي إسرائيل تغيير استراتيجيتها على الرغم من دعوات الإدارة في واشنطن".

وأشار موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي إلى ذات الطلب الأمريكي.

وقال: "المسؤولون الأمريكيون يشعرون بقلق متزايد من تحول غزة إلى مقديشو حيث أن الفراغ الأمني واليأس قد فتحا الباب أمام العصابات المسلحة لمهاجمة ونهب شاحنات المساعدات".

وعاد آلاف الإسرائيليين للتظاهر في تل أبيب ضد الحكومة الإسرائيلية ورئيسها وللمطالبة بالانتخابات.

واشتبك المتظاهرون في تل أبيب مع أفراد الشرطة الإسرائيلية التي استخدمت فرق الخيالة وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في شارع كابلان وهم يلوحون بالأعلام الإسرائيلية وصورة كبيرة لنتنياهو كتب عليها "أنت الرأس أنت المذنب".

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان تلقته "العين الإخبارية": "خلال إخلاء المتظاهرين، اتخذت إجراءات لتفريق المظاهرات، وألقت القبض على 18 من مثيري الشغب الذين تصدوا للشرطة وخالفوا النظام".

وكانت جماعات معارضة لنتنياهو دعت للخروج إلى الشوارع والمطالبة بتغيير الحكومة وإجراء انتخابات.

وكانت هذه المظاهرات التي عمت البلاد طوال العام الماضي توقفت مع بدء الحرب مطلع أكتوبر الماضي.