في Monday 18 March, 2024

واشنطن: احتوينا خطر الحوثيين والتصعيد مؤجل

كتب : زوايا عربية - متابعات

يؤكد الأمريكيون لدى التحدث عن اليمن أن الإجراءات العسكرية التي اتخذتها القوات الأمريكية مع حلفائها في البحر الأحمر وخليج عدن والغارات التي شنّها الأميركيون مع البريطانيين على مواقع الحوثيين "كانت فاعلة".

من الصعب أن يقبل أحد هذه الإجابة، وتحدّثت "العربية" و"الحدث" إلى أكثر من مسؤول أمريكي وهم كرروا الإجابة ذاتها.

المسؤول الأول قال إن "مهمة القوات الأمريكية تقوم على حماية الملاحة الدولية وضرب قدرات الحوثيين، وقد نجحنا في ذلك". ويكرر المسؤولون الأمريكيون أن "كل صاروخ نضربه يكون خسارة للحوثيين".

ويبقى أن الحوثيين يتابعون هجماتهم ويطلقون العشرات من المسيرات والصواريخ وفي أحيان معينة، يتمكنون من القيام بقصف متعدد القدرات في آن واحد، مثل أن يطلقوا صواريخ باليستية مضادة للسفن مع مسيرات جوية وبحرية، وقد تمكّنوا من إصابة إحدى السفن منذ أيام، وقتلوا ثلاثة من البحارة على متن سفينة شحن مدنية.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين، وبغضب، إن السبب يعود في أحيان كثيرة إلى أن قباطنة السفن العابرة في منطقة خليج عدن يعارضون التعليمات الأمريكية، ويصرّون على الإبحار وفقاً لخططهم بما يعرّض سلامة البحّارة والسفن في الوقت ذاته، وأكد أن هذا بالضبط ما حصل خلال الأيام الماضية.

تقييم العسكريين الأمريكيين للوضع العسكري في البحر الأحمر يقوم على عاملين إضافيين، الأول وهو أن الحوثيين يملكون قدرات واسعة، خصوصاً لجهة عدد الصواريخ والمسيرات التي يملكونها، وقد استولوا عليها من ثكنات الجيش اليمني والحرس الجمهوري، كما أنهم يصنّعون المسيرات، بعدما ساعدهم الحرس الثوري الإيراني على بناء هذه المواقع خلال السنوات.

هناك ثقة لدى الأمريكيين أن سفنهم الضخمة المنتشرة في خليج عدن ومنطقة باب المندب والبحر الأحمر قادرة على مواجهة هذا التهديد الحوثي، وهم يشددون لدى التحدّث مع "العربية" و"الحدث" على أن الإمكانات الأمريكية فائقة، والولايات المتحدة تستطيع دائماً أن تصعّد ضد الحوثيين.

أحد المتحدثين قال لـ"العربية" و"الحدث" إن "التصعيد قرار سياسي". وأضاف أنه من الضروري النظر إلى ما تريد إدارة الرئيس بايدن تحقيقه.

يعتبر الأمريكيون أن أحد الأهداف الأساسية لسياستهم في المنطقة منذ 7 أكتوبر الماضي هو احتواء النزاع في غزة، ومنع التصعيد. ويؤكد الأميركيون الآن أن قواتهم تمكنت من ضرب قدرات الحوثيين، وأن الحوثيين غير قادرين على متابعة التصعيد، ويجب أن يعني ذلك احتواء للحوثيين.

تقدير الأمريكيين أيضاً أن الحوثيين تسببوا بضرر للملاحة الدولية، وقد تسببت الهجمات الحوثية بتحويل عدد كبير من مسارات السفن، وبدلاً من أن تعبر البحر الأحمر تحوّلت إلى رأس الرجاء الصالح لتفادي الخطر.

أحد المتحدثين قال لـ"العربية" و"الحدث "إن الضرر محدود، وشدّد على أن السفن التي تعبر باب المندب بالاتجاهين ما زال عددها مرتفعاً، وارتفاع أسعار التأمين وتكلفة الشحن محدودان، وتأثيرهما على السوق الدولية.

ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية أجرت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تقييماً جدّياً للأوضاع في اليمن، وقرّرت الإبقاء على الأوضاع كما هي عليه، أي المحافظة على الأسطول الأمريكي في المنطقة، والقيام بعمليات صد للهجمات، وشنّ غارات واسعة مع البريطانيين عندما تكون الغارات مفيدة لضرب الإمكانيات الأساسية للحوثيين مثل الرادار والمخازن، كما أنهم يسعون إلى توسيع التحالف ليشمل دولاً أكثر من الشرق الأوسط وأوروبا.

المثير للانتباه هنا أن الأمريكيين قرروا "عدم التصعيد" ضد الحوثيين وقياداتهم. وكانت مصادر "العربية" و"الحدث" قالت منذ أسابيع، أن إدارة بايدن درست إمكانية التصعيد ضد الحوثيين، على غرار ما فعلت في العراق، أي الذهاب من صد الهجمات إلى ضرب المخازن والقدرات، وصولاً إلى استهداف قيادات حوثية وعناصر فاعلة تدرّبت على يد الحرس الثوري الإيراني.

والآن يعتبر الأمريكيون أن هذا التصعيد ممكن، ولكنه ليس ضرورياً، ومن الممكن اللجوء إليه لو تغيّرت الأوضاع وأصبحت هناك ضرورة لذلك.