في Thursday 4 April, 2024

واشنطن: تدمير قدرات الحوثيين سيجبرهم على تغيير مسارهم

كتب : زوايا عربية - متابعات

هناك تقديرات أمريكية للأوضاع في اليمن تختلف تماماً عن الانطباع الذي يريد الحوثيون وزعاماتهم أن يقدّموه لليمنيين والعالم. فمصادر عسكرية أمريكية تحدّثت بثقة عالية خلال الأيام الماضية عن أن القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة حققت هدفها من الانتشار في المنطقة.

أحد المتحدثين قال لـ ا"لعربية والحدث": "عليك أن تتذكر أن الحوثيين كانوا قادرين على إطلاق أعداد من الصواريخ والمسيرات بما فيها الصواريخ الباليستية والمسيرات البحرية المسيرة" .
وأضاف بثقة عالية "أنه لو قارنت ما يقوم به الحوثيون الآن وما كانوا يقومون به قبل شهرين، لرأيت بوضوح أن القوات الأمريكية حققت هدفها".
من الصعب أن ينكر المستمع حقيقة هذا الكلام الأمريكي، وإن كان فيه بعضاً من المبالغة أو المفاخرة.

فمنذ أسابيع لم يقم الحوثيون بعملية معقدة في البحر الأحمر أو خليج عدن، كما أنهم لم يطلقوا صواريخ ومسيرات باتجاه ميناء إيلات، كما فعلوا في الأيام الأولى من هجماتهم الصاروخية.

يعود نجاح الأمريكيين بشكل خاص إلى قدرتهم النارية الكبيرة، وشنّهم غارات متكررة على مواقع للحوثيين، وتدميرهم أجهزة رادار ومخازن أسلحة حوثية، كما أن الأمريكيين يملكون في المنطقة قدرات استطلاع عالية، ويسيّرون في أجواء اليمن عشرات المسيرات التي تحمل أجهزة مسح ورصد، ويستطيعون رصد المكالمات بين مراكز القيادة والسيطرة والعناصر، بالإضافة إلى خرق أجهزة التواصل الإلكترونية ووسائل التواصل التي يستعملها الحوثيون.

هذا التفوّق الأمريكي لا يمنع الحوثيين من محاولة ضرب أهداف في البحر الأحمر وخليج عدن، لكنهم يقومون بذلك الآن بعمليات محدودة ومنفردة، ويتمكّن الأميركيون من توجيه ضربات استباقية لهم/ ويتسببون بتدمير المنصات قبل إطلاق الصواريخ أو المسيرات الحوثية.

لا يستطيع الأمريكيون التحدّث عن "نسبة تدمير"، ولا تملك وكالات الدفاع والاستخبارات الأمريكية معلومات مؤكدة تقول فيها إنهم تمكنوا من تدمير 30% أو 70% من قدرات الحوثيين. يشير أحد المتحدثين إلى المسألة لدى التحدّث إلى العربية والحدث بالقول "إننا لم نكن نعرف في البداية ما يملكه الحوثيون من صواريخ ومسيرات ومنصات" ويضيف أن الأميركيين يعرفون ما قاموا بتدميره حتى الآن، لكنهم لا يعرفون ما تبقّى لدى الحوثيين وما يمكن أن يستعملوه في الأسابيع أو الأشهر أو السنوات المقبلة.

يعود هذا "العمى الاستخباراتي" الأمريكي إلى أن الحوثيين تمكنوا خلال السنوات الماضية من تطوير ترساناتهم بمساعدة من الحرس الثوري الإيراني، وهناك كميات كبيرة من الأسلحة والقطع التكنولوجية التي دخلت مناطق الحوثيين برّاً وبحراً، وهم طوّروا قدراتهم المحلية لبناء الأسلحة وتطوير دقّتها.

أمام هذا الواقع، يؤكّد متحدثون رسميون أمريكيون "أن الولايات المتحدة مصرّة على البقاء في المنطقة، ومواجهة تهديدات الحوثيين للملاحة التجارية وللعسكريين الأميركيين المنتشرين في المنطقة".

وأشار المتحدثون في تصريحات لـ العربية والحدث " إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لبذل الجهد المطلوب لضمان سلامة الملاحة في المياه الدولية، وأنها ستقوم بالعمل الضروري لتبديل القوات والسفن الحربية واستعمال القدرات الجوية المنتشرة في قواعد المنطقة مهما طالت المدة الزمنية".

يفهم الأمريكيون إلى حدّ كبير أن ما يقوم به الحوثيون، ليس فقط تهديداً للملاحة في المياه الدولية، بل يفهمون أن الحوثيين يقومون بعملية استنزاف للقدرات الأميركية والدول الحليفة.

مع ذلك، يبدي الأمريكيون إصراراً على متابعة المهمة، وقال أحد المتحدثين الرسميين لـ العربية والحدث "إن كانت لديهم أسلحة فلدينا أكثر بكثير، وسيأتي وقت، يشعر فيه الحوثيون أنهم غير قادرين على متابعة التهديدات، وسيخسرون الكثير من الأسلحة ومن قدرتهم على إطلاق الصواريخ والمسيرات، وعندها سيكونون أمام قرار التوقّف عن الهجمات أو متابعة الهجمات وهم في أسوأ حال".

من الملاحظ أن الأمريكيين ينظرون إلى الحوثيين أو يقيّمون الحوثيين بطريقة مختلفة تماماً عن تقييمهم لباقي الميليشيات الموالية لإيران في منطقة الشرق الأوسط.

فقد أكد أحد المتحدثين أن الولايات المتحدة طلبت بالفعل من إيران التحدّث إلى مليشياتها لوقف الهجمات، لكن الحوثيين يتلقون الدعم والسلاح من إيران وما زالوا يتلقون هذا الدعم على رغم الحصار، لكنهم لا يتجاوبون مع مطلب إيران كما تفعل المليشيات الأخرى".

وقال أحد المتحدثين "إن الحوثيين ليسوا حزب الله! الحوثيون لديهم قدراتهم، ولديهم النيّة في الانخراط في نزاعات بآلية تختلف تماماً عن آلية المليشيات الأخرى.
وأضاف "أن الولايات المتحدة تعمل على هذا الأساس، وترى أن الحلّ مع الحوثيين سيكون سياسياً، لذلك نرى المندوب الخاص تيم ليندركينغ يتابع عمله ويبذل جهده في المنطقة".