في Wednesday 17 June, 2020

«الجارديان» تتوقع حرب مائية وشيكة بسبب سد النهضة

كتب : زوايا عربية - متابعات

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على القلق المتنامى حيال استمرار إثيوبيا فى بناء سد النهضة والذى يهدد بعض الدول بحرمانها من حصتها من مياه النيل.


وقالت "من مكتبه في وسط الخرطوم، يستعد أحمد المفتي كل يوم لما يعتقد أنه حرب مياه تقترب، هذا الاعتقاد دفع المفتي، محامي حقوق الإنسان البارز والخبير في مجال المياه، إلى الانسحاب من الوفد السوداني الذي يتفاوض على مسائل مياه النيل مع مصر وإثيوبيا".
وشرحت الصحيفة أن المفتي كان غاضبا من قرار إثيوبيا المتعلق ببناء "سد النهضة الإثيوبي العظيم"، وهو مشروع ضخم تبلغ تكلفته 4.5 مليار دولار (3.6 مليار جنيه إسترليني) على النهر الأزرق الذي يجري من بحيرة تانا في إثيوبيا ليلتقي بالنيل الأبيض في الخرطوم، حتى يتدفق شمالا في مصر. ومشروع السد سيؤثر في مستويات المياه في المصب، اعتمادا على سرعة ملء إثيوبيا لخزانها الذي تبلغ سعته 74 مليار متر مكعب.
وقال المفتي جازما: "أعتقد أنه في خلال عام واحد أو عامين أو 10 أعوام أو مائة عام، سيتسبب هذا في عدم استقرار في المنطقة. هذه بذور عدم الاستقرار، وسوف يسفر عنها حرب على المياه".


وأضاف: "إن لم يكن في عهد هذه الحكومة، سيكون في ظل حكومة أخرى، إذ لن يرى شعب نفسه يموت عطشا وهو يعلم أن هناك مياه قريبة جدّا منه. هذا كان موقفي عندما غادرت، وفي كل يوم منذ ذلك الحين أجد مزيدا من الأدلة التي تدعم هذا".

وأشارت "الجارديان" إلى أنه من المزمع أن تبدأ إثيوبيا في ملء خزان السد في وقت لاحق من هذا العام، بعد عَقدٍ من مفاوضات مشحونة بين بلدان حوض النيل.
وفي مطلع أبريل، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن بناء السد سيكتمل على الرغم من تحديات جائحة فيروس كورونا، وسيمتلئ الخزان أثناء موسم سقوط الأمطار الذي يبدأ في يونيو . "إنقاذ الأرواح أولويتنا، بينما يأتي سد النهضة في المرتبة الثانية"، هكذا قال للإثيوبيين.


من جانبه، اقترح رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، "إدارة مشتركة" للسد، الذي سيستنزف مياه السودان من النيل الأزرق، مع احتمالية توفير الكهرباء زهيدة الثمن التي تشتد الحاجة إليها في المستقبل.

ومع ذلك، لطالما نظرت مصر، إلى السد على أنه تهديد وجودي يمكن أن يحرم سكانها البالغ عددهم 100 مليون نسمة من المياه التي يحتاجون إليها للبقاء في مناخ متغير، حتى إن بعض المسؤولين المصريين ناقشوا تفجير السد. وتقول إثيوبيا والسودان إن طاقة السد الكهرومائية ضرورية لنماء مواطنيهما وازدهارهم.