في Monday 22 April, 2024

في أول زيارة رسمية منذ أكثر من عقد.. أردوغان يصل العراق

أردوغان يصل العراق
كتب : زوايا عربية - متابعات

وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق الاثنين 22 أبريل 2024، في أول زيارة رسمية له منذ أكثر من عقد، حيث سيوقع سلسلة اتفاقيات ومذكرات تفاهم ويجري مباحثات حول قضايا عدة أبرزها تقاسم الحصص المائية والصادرات النفطية والأمن الإقليمي.

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في استقبال أردوغان بمطار بغداد الدولي حيث ستقام مراسم استقبال رسمية، وفق مكتب السوداني.

وإضافة لزيارته بغداد حيث من المقرر أن يلتقي أيضاً بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، سيزور الرئيس التركي أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1991.

من جهته قال مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية فرهاد علاء الدين لوكالة فرانس برس إن "المباحثات ستتمحور حول الاستثمارات والتجارة والملفات الأمنية في التعاون بين البلدين، فضلاً عن إدارة الموارد المائية"، متوقعاً توقيع مذكرات تفاهم عدة خلال الزيارة.

كما أكد أن "الملف الأمني سيكون له وجود مميز خلال هذه الزيارة"، متحدثاً عن نوع من التعاون بخصوص "حماية الحدود بين العراق وتركيا لمنع أي هجوم أو تسلل لجماعات مسلحة عبر الحدود من الجانبين".

كذلك لفت إلى أن هذا الموضوع "سيُناقش، لكن العمل على التفاصيل الدقيقة والإعلان عنها سيأتي لاحقاً".

بدوره أعرب السفير العراقي في أنقرة ماجد اللجماوي عن أمله في "إحراز تقدم في ملفي المياه والطاقة، وكذلك عملية استئناف تصدير النفط العراقي عبر تركيا"، حسب بيان لوزارة الخارجية العراقية.

بعد عام من توقف تصدير نفط العراق عبر تركيا. . هل تحيي زيارة أردوغان إلى بغداد الخط؟
وتوقع اللحماوي توقيع "اتفاقية إطار استراتيجي" بين بغداد وأنقرة في "مجالات أمنية واقتصادية وتنموية"، معتبراً أن زيارة أردوغان ستحقق "قفزة نوعية شاملة في علاقات التعاون بين العراق وتركيا".

كما توقع أن يتضمن جدول الأعمال مشروع "طريق التنمية" للطرق والسكك الحديد، ومن شأنه أن يربط بحلول عام 2030، دول الخليج بتركيا عبر العراق، عبر شبكة بطول 1200 كيلومتر.

ويمثل المشروع شراكة من شأنها تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وكان العراق خلال الربع الأول من السنة الحالية، خامس مستورد للمنتجات التركية من الحبوب والمواد الغذائية والمواد الكيميائية والمعادن وغيرها.

من جانبه كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مؤتمر صحافي الأحد أن الزيارة ستشهد توقيع أكثر من 20 اتفاقية "في مجالات الطاقة والزراعة والمياه والصحة والتعليم، وعلى وجه الخصوص، الأمن".

ومن ضمن هذه المبادرات "اتفاق استراتيجي حول ملف المياه"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية "واع" عن المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي.

وفي تصريحات قبيل الزيارة، قال السوداني إن "العراق وتركيا لديهما تاريخ ونقاط مشتركة ومصالح وفرص، وأيضاً أمامهما مشاكل: المياه والأمن سيكونان في مقدمة هذه المواضيع المطروحة" على جدول أعمال الزيارة.

كما أضاف خلال ندوة في مركز "المجلس الأطلسي" للأبحاث (Atlantic Council) على هامش زيارته الأخيرة للولايات المتحدة: "نتناولها كلها حسبة واحدة. لن نذهب في محور معين ونترك الآخر. ولأول مرة نجد أن هناك رغبة حقيقية من كلا البلدين للذهاب إلى الحلول".

يذكر أن أردوغان كان زار العراق للمرة الأخيرة عام 2011 حين كان رئيساً للوزراء. وحض يومها السلطات العراقية على التعاون مع أنقرة في مواجهة عناصر حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون "إرهابياً".

أما في ما يتعلق بالموارد المائية، لطالما انتقد العراق إقدام جارته الشمالية على بناء سدود تسببت بانخفاض كبير في منسوب مياه دجلة والفرات اللذين ينبعان من أراضي تركيا، قبل أن يعبرا العراق من أقصاه إلى أقصاه.

وفي حين تدعو الحكومة العراقية لتقاسم أفضل للمياه، تبدي تركيا دائماً امتعاضها إزاء إدارة الموارد المائية من السلطات ومن قطاع الزراعة والري في العراق.

وكان أردوغان قد أشار في منتصف أبريل إلى أن "مسألة المياه" ستكون "إحدى أهم النقاط" التي ستبحث خلال الزيارة (الحالية) في ظل "الطلبات" التي قدمتها بغداد بهذا الشأن، مؤكداً أن تركيا "ستبذل جهداً لحلها".

كذلك يختلف البلدان بشأن صادرات النفط من إقليم كردستان التي كانت تمر عبر تركيا من دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد. وتوقفت هذه الصادرات منذ أكثر من عام بسبب خلافات قضائية ومشاكل فنية.

ويكبّد هذا التوقف العراق إيرادات من موارده النفطية تتخطى 14 مليار دولار، وفقاً لرابطة شركات النفط الدولية العاملة في إقليم كردستان (أبيكور).

كما ستحضر حتماً مسألة حزب العمال الكردستاني خلال زيارة أردوغان الحالية. فعلى مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، أقامت تركيا عشرات القواعد العسكرية في كردستان العراق لمحاربة الحزب الذي يقيم أيضاً قواعد خلفية في هذه المنطقة.

ويعلن الجيش التركي بشكل متكرر تنفيذ عمليات عسكرية جوية وبرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ومواقعهم في شمال العراق. ودفع ذلك الحكومة العراقية المركزية إلى الاحتجاج مراراً.

ورداً على سؤال حول إمكان التعاون مع تركيا في هذه المسألة، استبعد وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في لقاء مع قناتي "العربية" و"الحدث" في مارس القيام "بعمليات مشتركة".

لكنه قال إن أنقرة وبغداد ستعملان على إنشاء "مركز تنسيق استخباراتي مشترك".