في Wednesday 15 July, 2020

أصبح كياناً سياسياً منبوذاً..

إخوان تونس.. عزلة وإنهيار وتهديد بالعنف

صورة أرشيفية
كتب : زوايا عربية - متابعات

تعاني حركة النهضة الإخوانية في تونس من عزلة وانهيار داخلي بعد تصاعد المعارضة السياسية لها، ما دفعها إلى التلويح بالعنف ردا على تحركات مواجهتها دستوريا.

وتتصاعد عزلة النهضة بعد توحيد كلمة الجبهات السياسية المعارضة لتوجهاتها الفكرية ولأداء رئيسها راشد الغنوشي على رأس البرلمان التونسي.

ووفقا لما جاء في تقرير " العين" الإخبارية، تجد حركة النهضة نفسها خلال هذه الفترة في وضعية الكيان السياسي "المنبوذ" من جميع الأطراف الفاعلة في تونس، بدءا من رئاسة الجمهورية، فالأحزاب البرلمانية، ثم المنظمات التونسية الكبرى مثل اتحاد الشغل (أكبر منظمة نقابية تأسست سنة 1946).
واتفقت كل من: الكتلة الديمقراطية (38 مقعدا)، وكتلة الدستوري الحر (16 مقعدا)، وكتلة تحيا تونس (11 مقعدا)، والكتلة الوطنية (11 مقعدا)، وجزء من نواب "قلب تونس" مع نواب مستقلين، على بدء إجراءات سحب الثقة من الغنوشي رئيس البرلمان.

هذا التجمع البرلماني ضد حركة النهضة التونسية يعزز أيضا بتقارب ثنائي بين الرئيس التونسي قيس سعيد واتحاد الشغل، حيث لوح الطرفان بضرورة الذهاب إلى حكومة خالية من الوجود الإخواني.

وكان الرئيس التونسي قد وجه حديثا حادا إلى حركة النهضة، خلال لقاء مع الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي قائلا: "أنا ملتزم بتطبيق الدستور التونسي، وما يطرحه بعض الأطراف (في إشارة إلى الإخوان).. هراء وأضغاث أحلام".

وأوضح أن الدعوات لتغيير الحكومة التونسية تعد خرقا للقانون، وأنه لن "يقبل ابتزازا ولا مساومات ولا العمل بالغرف المغلقة".
ويرى العديد من المراقبين أن عزلة حركة النهضة ستؤثر على بنيانها الداخلي، الذي بدأ يتفكك تدريجيا إثر قرار الغنوشي الانسحاب من الحكومة.

وأوضحت مصادر لـ"العين الإخبارية" أن ثلاثة وزراء من حركة النهضة رفضوا قرار الغنوشي، واعتبروه "قرارا انفعاليا".

ويستحوذ إخوان تونس في حكومة الفخفاخ على وزارات: الصحة (عبد اللطيف المكي)، والشؤون المحلية (لطفي زيتون)، والمواصلات (أنور معروف)، والرياضة (أحمد قعلول) وبعض المستشارين في الدواوين الوزارية.

وعلق الكاتب السياسي التونسي سفيان بن فرحات، على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، بأن "حركة النهضة زادت التوغل في النفق المظلم والمدلهم العواقب، تترهّل، تترنح، تتآكل من الداخل، ستعصف بجزء منها الانشقاقات، ستلجأ إلى الشارع".

وأكد أن النهضة خسرت معركة الرأي العام، رغم اختراقها لبعض وسائل الإعلام، لافتا إلى أن "الأيام القادمة ستكون صعبة، عصيبة، مفتوحة على كل الاحتمالات، السيئة والأسوأ في المقام الأول".

التلويح بالعنف
وأمام اتساع رقعة العزلة الإخوانية، بدأت قيادات النهضة التلويح باستخدام العنف والنزول للشارع، ضمن خطاب يتضمن تهديدًا للتونسيين.

وورقة الإرهاب تستخدمها حركة النهضة كلما اشتد حولها الخناق الشعبي والسياسي، بحسب ما يرى العديد من المتابعين.

وفي هذا السياق، دعا نور الدين البحيري، رئيس كتلة الإخوان البرلمانية، أنصاره إلى الاستعداد للمواجهة، وهو ما اعتبره مراقبون "كلمة سر" إلى استخدام العنف ضد خصوم النهضة، وخاصة منهم رئيسة الدستوري الحر عبير موسى.

المنهج التحريضي نفسه يتبعه رئيس كتلة "ائتلاف الكرامة" سيف مخلوف، الذي لا يتردد في كل مناسبة في التعبير عن استعداده لممارسة العنف.

ويرى مراقبون أيضاً أن حركة النهضة فقدت أوراقها، وانكشفت جماهيريا، وتقلص حجمها السياسي، ما سيجعلها عرضة للانكسارات من الداخل قبل الخارج، وتوقعوا إمكانية عزل الغنوشي عن رفاقه في الحركة الإخوانية قبل عزله برلمانيا.