في Thursday 20 August, 2020

بعد أسبوعين من الكارثة.. لبنان يودع ضحيتين جديدتين لمأساة بيروت

ضحية جديدة من ضحايا كارثة بيروت
كتب : زوايا عربية - متابعات

لا يزال انفجار مرفأ بيروت يحصد مزيدا من الأرواح يوميا، ليضم ضحايا آخرين يضافون للائحة طويلة من القتلى، في الكارثة التي قتلت العشرات وأدت إلى إصابة أكثر من 6 آلاف شخص وتشريد مئات الآلاف، إضافة إلى تضرر أكثر من ثلث المدينة.

إلياس خوري، شاب يافع أصابه الانفجار بجروح بالغة في انفجار الرابع من أغسطس الماضي، ثم فارق الحياة بعد 15 يوما من صراعه بين الحياة والموت في غرفة العناية الفائقة بأحد مستشفيات بيروت.

يعرف عن إلياس بأنه طالب مجتهد، تواجد في منطقة الانفجار لحظة حدوثه. نقل على إثره إلى أحد المستشفيات، لكنه لم يتمكن من النجاة بعد أسبوعين من الكارثة.

لم يكن وداع إلياس عاديا، فرفاقه حرصوا على اتباع طريقة مؤثرة تليق به، لذلك حملوا إلياس بنعش أبيض إلى مثواه الأخير، واستقبلته الناس بالورود وبنثر الأرز.
وفي وداع مؤثر قبل تشييعه، انتقل جثمان إلياس من حي الأشرفية المتضرر في بيروت إلى بلدته البياضة جنوبي لبنان، ومر بالمدرسة التي نشأ فيها، حيث استقبله رفاقه باللباس الأبيض والتصفيق والدموع.

وقال مدير المدرسة بتأثر شديد: "اليوم تدخل عبر هذا المفرق للمرة الأخيرة إلى المدرسة التي أحبتك وأحببتها، وها أنت ترتدي حزن وألم أصدقائك وأهلك بدل لباس التخرج، وعلى رأسك وضعت ركام وطن مهزوم ومكسور بدل قبعة الخريجين".

وأضاف: "ها أنت تتخرج باكرا جدا، كل الخريجين يسهرون للصباح الباكر احتفالا بتخرجهم لكنك رحلت باكرا. ها نحن نبكي وها أنت تحتفل لأنك وصلت للسماء قبل وصولنا كلنا".

وقالت والدة إلياس بتأثر شديد: "أشكركم على كل شيء. لا تنسوا إلياس أبدا ولن أنساكم".

مراسم الدفن انتقلت أيضا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر الناشطون والمستخدمون عن حزنهم لخسارة شخص جديد في انفجار بيروت، محملين السلطة السياسية مسؤولية التقصير والإهمال اللذين أديا إلى انفجار العنبر رقم 12 في ميناء بيروت.
وبالتزامن مع تشييع إلياس، كانت عائلة حصروتي تودع ابنها غسان، الذي فقد لأكثر من 12 يوما في منطقة صوامع الحبوب الملاصقة لموقع الانفجار.

عمل غسان حصروتي لأكثر من 35 عاما في صوامع الحبوب في مرفأ بيروت، وفقدت عائلته أي أثر له منذ حدث الانفجار.

وانتقدت العائلة، التي انتظرت طوال أسبوعين أي أخبار عن غسان، إعلان الجيش عن إعادة العمل بأقسام عدة في مرفأ بيروت، معتبرة أن أشخاصا عدة ما زالوا في عداد المفقودين ويجب البحث عنهم قبل إعادة افتتاح أقسام المرفأ المنهار.

وقالت إيميلي شقيقة غسان: "اليوم ستمشي والدتي المسنة خلف نعش أخي، بكرها وفرحتها الأولى، ستنادي باسمه مئات المرات وستصرح (يا ولدي) بأعلى صوتها، وستسأله عما إذا كان يشعر بالبرد للمرة الأخيرة".

وأضافت إيميلي: "سيتردد صوت أمي في الوادي الذي أحبه غسان، سيتردد صوتها بشكل مدوي، لكنه لن يوقظ ضمير قاتله".

وقال إيلي حصروتي راثيا والده: "حبك يا والدي مثل القمح هو حياة في كل الظروف"، وطالب بتحقيق دولي شفاف وبتحديد المسؤوليات في انفجار المرفأ وبتحقيق العدالة قبل الإعمار وإزالة الركام.

وتفيد الارقام بوجود عشرات المفقودين تحت الركام أو في أعماق الحفرة التي خلفها الانفجار، فيما يرقد نحو 100 شخص في غرف العناية المركزة، حالة بعضهم خطرة وحرجة.

وشيع لبنانيون وسوريون وأجانب عشرات الضحايا خلال الأيام الماضية، من كل المناطق اللبنانية، من بينهم عناصر فوج إطفاء بيروت الذين قضوا أثناء محاولتهم إطفاء الحريق الذي سبق الانفجار الهائل في العنبر رقم 12.

وخسر نحو 40 سوريا حياتهم من جراء الانفجار، وأصيب المئات، حالة بعضهم حرجة.

ولا يزال الناجون وشهود العيان يتشاركون قصصا مروعة عن يوم الرابع من أغسطس، ويقول كثيرون إنه يوم ترك آثارا نفسية عميقة لدى اللبنانيين.