في Wednesday 26 August, 2020

إجراءات عزل عام في غزة لمواجهة أول تفشٍ لفيروس كورونا

كتب : زوايا عربية - وكالات

فرضت السلطات في قطاع غزة إجراءات عزل عام أمس الثلاثاء 25 أغسطس 2020، بعد التأكد من ظهور أولى حالات الإصابة بكوفيد - 19 بين عموم سكان القطاع الساحلي الذي جنبه حصار حدوده إلى الآن تفشي المرض على أراضيه، وفقاً لوكالة «رويترز».

وتشعر السلطات الصحية في القطاع، الذي تديره حركة «حماس» ويقدر عدد سكانه بمليوني نسمة، بالقلق من الفقر ومخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان ومرافق المستشفيات المحدودة، وهو مزيج ينذر بكارثة.

وقال متحدث حكومي إنه تم رصد 4 حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا بعد أن سافرت امرأة إلى الضفة الغربية، حيث ثبتت إصابتها بالفيروس. ثم ثبتت إصابة أربعة أفراد من عائلتها بغزة، في أولى حالات إصابة لأشخاص غير خاضعين للحجر الصحي في منشآت حدودية.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة إياد البزم إن الأسرة خالطت عدداً من الأشخاص الآخرين في مخيم المغازي للاجئين في وسط غزة، وإن المخيم بات معزولاً الآن عن بقية القطاع الذي تبلغ مساحته 360 كيلومتراً مربعاً.

وأضاف: «فرق التقصي الوبائي تجري الفحوص اللازمة لمتابعة الإصابات الأربع والدوائر المخالطة لها».

وفي مؤشر على أن الفيروس قد بدأ في الانتشار بالفعل، أعلنت السلطات الصحية في غزة في وقت لاحق أمس تشخيص إصابة مريضين بالفيروس في مستشفى الشفاء الصاخب بمدينة غزة، وأنهما لا علاقة لهما بالحالات الأربع الأولى.

وأغلقت الشركات والمدارس والمساجد في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، وبدت شوارع القطاع مهجورة إلى حد بعيد بعدما أطلقت الشرطة تحذيرات عبر مكبرات الصوت للالتزام بحظر التجول لمدة 48 ساعة.

وذكرت وزارة الصحة في بيان: «يُمنع تحرك المواطنين إلا للضرورة القصوى فقط وعند الاضطرار للتحرك لأمر طارئ يتوجب ارتداء الكمامة والالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة».

وتفرض كل من مصر وإسرائيل قيوداً مشددة على حدود غزة تذرعاً بأسباب أمنية، الأمر الذي يجعل دخول القطاع والخروج منه صعباً منذ سنوات، كما أن المستشفيات عادة ما تشكو من نقص الإمدادات الطبية.

وتساءل خالد سامي، وهو من سكان غزة: «ماذا سيحدث لو أُصيب أحد منا بالعدوى؟».

وقال: «عندما يعاني أي مريض من مرض صعب، كان يُنقل إلى إسرائيل أو الضفة الغربية أو مصر. كل شيء الآن مغلق، وأساساً من الذي من الممكن أن يفتح بواباته بوجه مريض كورونا؟».

لكن بعض السكان تهافتوا على شراء السلع الضرورية من محلات البقالة والمخابز التي سُمح لعدد محدود منها بفتح أبوابها خلال الحظر.

وقال رجل آخر من سكان غزة طلب أن يُنشر أن اسمه أبو أحمد فقط: «لابد أن يساعدنا العالم كله الآن، لأنه لا يمكننا حل هذه المعضلة بأنفسنا».

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه يمكن لمستشفيات غزة أن تستوعب حالياً 350 مريضاً بفيروس كورونا.

وأوضح الدكتور أيادل ساباربيكوف، رئيس فريق الطوارئ الصحية المحلي بمنظمة الصحة العالمية، أنه سيعمل مع سلطات غزة لتحويل الخيام الطبية التي كانت مخصصة لعلاج جرحى الاحتجاجات على الحدود إلى مرافق لعلاج مصابي كوفيد - 19.

وأضاف: «بهذه الطريقة يمكن للأطباء تحديد ما إذا كانت لديهم أعراض ولن يهرعوا إلى المستشفيات ويخاطروا بإصابة الجميع هناك».

وفي الوقت نفسه، أرسل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي رسائل دعم وشجعوا الناس على البقاء في منازلهم.

وجاء في منشور إلى جانب صور لأطباء من غزة: «نحن في المستشفى من أجلكم، ابقوا في منازلكم من أجلنا».