في Wednesday 29 May, 2019

التهديدات الإيرانية والتصعيد الأمريكي.. تطورات وتوقعات وشروط (تقرير)

شهد اليومين الماضيين تطورات مهمة في الأزمة القائمة بين الولايات المتحدة وإيران، أخر هذه التطورات ما قاله وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، باتريك شانهان، الثلاثاء، إن الوجود العسكري في منطقة الخليج العربي جاء ردعا لهجوم وشيك على المواطنين الأميركيين في العراق، لافتا في ذات الوقت إلى أن التهديدات الإيرانية ضد القوات الأميركية في المنطقة "لا تزال قائمة".

وأضاف: "وجودنا العسكري في منطقة الخليج ردع هجوما كان وشيكا على مواطنينا في العراق، لكن التهديد لا يزال قائما".

وأشار وزير الدفاع الأميركي بالوكالة إلى أن بلاده لم تلحظ تغييرا في السلوك الإيراني، وأن النظام الإيراني لايزال يمثل تهديدا كبيرا.

وأكد شانهان أن الولايات المتحدة "قادرة على حماية السفن في مضيق هرمز"، واستدرك قائلا: "لا أعتقد أن أحدا يريد حربا مع إيران".

فيما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، إنه من "شبه المؤكد" أن إيران تقف وراء الهجوم على السفن، الذي حدث قبل أيام، قبالة السواحل الإماراتية، مشيرا إلى أن عدم حدوث اعتداءات جديدة من طهران دليل على نجاح سياسة الردع الأميركية.

وكانت وزارة الخارجية الإماراتية كشفت، في منتصف الشهر الجاري، أن 4 سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة في خليج عمان، باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة وبالقرب من المياه الإقليمية وفي المياه الاقتصادية الإماراتية.

ونقلت وكالة رويترز عن بولتون قوله، صباح الأربعاء "تمت مهاجمة السفن الأربع باستخدام ألغام بحرية، من شبه المؤكد أنها من إيران".

وذكر بولتون، في جلسة مع صحفيين في السفارة الأميركية في العاصمة الإماراتية أبوظبي "هدفنا أن نوضح لإيران وأذرعها أن هذا النوع من الأنشطة قد يؤدي إلى رد قوي جدا من الولايات المتحدة".

وتابع "نحن على ثقة بأن الإمارات والسعودية وأميركا متفقون بشأن الأولويات وخطر امتلاك إيران أسلحة نووية".

وأردف قائلا "نتشاور عن كثب مع حلفائنا في المنطقة ونحاول أن نتحلى بالمسؤولية في ردنا على أنشطة إيران ووكلائها في الخليج".

كما عبر بولتون عن قلقه من استخدام قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، للميليشيات في العراق للهجوم على القوات الأميركية، مضيفا "سنحمل فيلق القدس المسؤولية عن أي هجمات تحدث".

يشار إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي وصل، الثلاثاء، إلى الإمارات، لبحث مستجدات وأمن المنطقة، في خضم التوتر مع طهران.

وعقب وصوله، قال بولتون في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر "نتطلع للقاء حلفائنا الإماراتيين لمناقشة المسائل الأمنية الإقليمية المهمة".

وفي خضم التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران، عاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ليؤكد على شروط التفاوض الـ12 التي ينبغي على النظام الإيراني تطبيقها، قبل رفع العقوبات عنه.

وجاء حديث بومبيو، أمس الثلاثاء، عن الشروط الـ 12، عقب تصريحات إيرانية متناقضة، تحدثت عن غلق فرص الحوار مع واشنطن وأخرى رأت أن الباب ما زال مشرعا أمام هذا الأمر.





وتشمل الشروط الأميركية المطلوب من إيران تنفيذها:

  1. تطلب الولايات المتحدة من إيران كشف كل تفاصيل برنامجها النووي والسماح بالتفتيش المستمر.

  1. التوقف في هذه الفترة عن تخصيب اليورانيوم إلى حين الاتفاق على نسب جديدة لذلك.

  1. تطلب واشنطن منح طهران للوكالة الدولية للطاقة الذرية نفاذا شاملا لكل المحطات النووية.

  1. العمل على الحد من انتشار الصواريخ الباليستية، وتلك التي قد تحمل رؤوسا نووية.

  1. في ملف المعتقلين الأجانب لدى طهران، تشترط الولايات المتحدة إطلاق سراح كل الأميركيين أو حاملي جنسيات دول حليفة لواشنطن.

  1. تصر واشنطن على وقف طهران دعمها للمجموعات الإرهابية في الشرق الأوسط.

  1. تطالب واشنطن طهران بوقف دعمها لحركة طالبان وتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى.

  1. وضع حد لدعم فيلق القدس في الحرس الثوري، ونشاطاته الخارجية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

  1. ضبط تصرفات طهران تجاه إسرائيل ودول المنطقة الحليفة لواشنطن.

  1. نزع سلاح الميليشيات الطائفية في العراق، وتحديدا ميليشيات الحشد الشعبي.

  1. بالتوازي مع شرط وضع حد لدعم طهران ميليشيات الحوثي في اليمن، يجب أن تدعم طهران جهود الحل السياسي في تلك البلاد.

  1. الشرط الأخير يتمثل في الانسحاب من سوريا وسحب الميليشيات الموالية لها من هناك



تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بدأ منذ مطلع مايو الجاري، بعدما سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال حاملة الطائرات "أبراهم لينكولن" ومجموعة قاذفات استراتيجية من طراز "بي 52"، إلى جانب عزمها إرسال 1500 جندي إلى المنطقة، وذلك ردا على تهديدات إيرانية.

كما قامت الإدارة الأميركية بسحب الدبلوماسيين غير الأساسيين من العراق وأرسلت مئات القوات الإضافية إلى المنطقة.