في Tuesday 4 May, 2021

تعزية السفير البريطاني لدى العراق باستشهاد الإمام علي تثير الجدل على تويتر

السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيكي
كتب : زوايا عربية - متابعات

أثار السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيكي جدلا واسعا على موقع تويتر بعد “تعزيته باستشهاد الإمام علي بن أبي طالب”.

وكتب هيكي على تويتر:

واستشهد الإمام علي بن أبي طالب في 20 رمضان من عام 40 هجري.

وأثارت التغريدة ردود أفعال كثيرة تجاوزت العراقيين، وفيما اعتبر مغردون أن التغريدة «نوع من الاستهزاء» استنكر آخرون تدخلات بريطانيا في
شؤونهم.

وقال مغردون إن تغريدة السفير دليل “على كيفية تعامل الغرب معنا كمجموعة من المغفلين”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يعزي فيها السفير باستشهاد رموز دينية شيعية مر على وفاتها قرون طويلة من الزمن. وفي مارس الماضي نشر السفير تغريدة “عزى فيها باستشهاد الامام موسى الكاظم”. كما تقدم في أغسطس الماضي “بخالص التعازي بذكرى استشهاد الإمام الحسين”. ونشر السفير في ديسمبر الماضي صور له من مرقد الإمام الكاظم في بغداد قائلا “تعلمت الكثير عن تاريخ هذا المرقد والأعمال الخيرية التي يقوم بها”.

وقال مؤسس ورئيس المرصد الأورومتوسطي رامي عبده:

وفتحت التغريدة أبواب تساؤلات دينية لا تنتهي في العالم العربي عموما وفي العراق خصوصا. وهذه النقاشات الدينية لطالما كانت سببا للانقسامات والحروب الطائفية.

وسأل مغرد يمني:

@Ghadeer2580

عشان تعرفو بس كمية الاستخفاف بالعقول هل يعزي العرب أو الشيعة بالذات في استشهاد (يسوع) عيسى عليه السلام! #قام_حقا_قام.

وتساءل آخر:

فيما قال مغرد:

@P3PkFtRINrATWJY

واحنا نعزيك في عقلك الناقص.

وسخر مغرد:

في المقابل أكد معلقون أن هذه التعزية تغذية للطائفية. وقال ناشط حقوقي:

@RiyadhAldubai

هذه ليست تهنئة هذه تغذية للطائفية التي دمرت الشعوب العربية.

وتهكم معلق:

في المقابل طالب معلقون بالتعزية في الأرواح التي سقطت بسبب حرب الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق. وأكد مغرد:

يشار إلى أن السفير البريطاني الذي يتقن العربية يحاول التقرب من المجتمع العراقي بوسائل من الثقافة السائدة خاصة ولعه بطبخ أكلات عراقية تقليدية تجلب له متابعة شعبية كبيرة.

وتحاول وزارة الخارجية البريطانية الاستفادة من تطور الدبلوماسية الرقمية، التي يستخدم فيها القادة السياسيون وسائل التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى كل الإمكانـيات التي توفرها الإنترنت لنشر الأفكار وبناء العـلاقـات الثقافية وتشكيل الصور الذهنية والتأثير على الجماهير.

يذكر أن فهم واستيعاب الثقافات المختلفة لأي بلد من أهم القدرات التي يجب أن يتمتع بها الدبلوماسي والتي تعد أحد أهم المهارات الفعالة لممارسة مهنة العلاقات العامة في المجال الدولي.

وتعد تجربة السفير البريطاني ستيفن هيكي فريدة وقبله السفير الياباني السابق في العراق فوميو إيواي.

وتنتقد النخبة الثقافية العراقية هذا الدور للسفير البريطاني وترى أن العراقيين بحاجة إلى أكثر من ذلك من قبل السيد السفير.

وسبق أن انتقد صحافي عراقي محاولة السفير شواء الخبز بالتنور التقليدي، مشيرا إلى أن مطاعم لندن في غالبيتها تحتوي اليوم على مثل هذه التنانير التي تقدم الخبر وهي ثقافة مشتركة تمتد من العراق حتى تركيا وإيران وأفغانستان.

وكان السفير البريطاني تحدى شيف عراقيا بطبخ القيمة النجفية وكذلك طبخ الدولمة وتجربة الخبز العراقي، وكان تعليقه آنذاك بأن الشيء الإيجابي في الموضوع أنه تعلم مثلا شعبيا جديدا هو “انطي (أعطِ) الخبز لخبازه”.

ونصح الصحافي العراقي في تعليقه السفير البريطاني بفهم الواقع العراقي بطريقة الكاتب ماثيو باريس أحد أهم كتاب صحيفة التايمز البريطانية، مطالبا إياه بقراءة ما كتبه باريس قبل سنوات من أن بريطانيا ما زالت تجهل العراق.

ونشر هيكي في فبراير الماضي على حسابه في تويتر مقطعا مصورا يظهر فيه وهو يطبخ “مرقة البامية” على الطريقة العراقية.

وعندما وجه أحد المغردين انتقادا مبطنا للسفير البريطاني من خلال الإشارة إلى أن عمله في السفارة يقتصر على طبخ الأكلات العراقية كـ”البامية والدولمة”، رد هيكي بأسلوب ساخر:

sblhickey@

كلا هذا غير صحيح، لقد قمت بطهي القيمة والكباب والخبز العراقي أيضاً.

وتم تعيين هيكي، المتزوج ولديه ثلاثة أبناء، سفيرا لبريطانيا في العراق في عام سبتمبر 2019 خلفا للسفير السابق جون ويلكس. وقبل ذلك عمل سفيرا لبريطانيا في البعثة الدائمة للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ونائبا لبعثة بلاده في مصر وسوريا، كما عمل في سفارة بلاده في ليبيا.

ويعلق السفير على كل شاردة وواردة في العراق وكثيرا ما تكون تغريداته السياسية بعيدا عن الطبخ مصدر جدل.

وسبق أن أثارت تغريدة لهيكي نعى فيها الشابة العراقية ملاك الزبيدي التي قضت متأثرة بحرق جسدها، سجالا بينه وبين عدد من العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهموه بالتدخل في الشأن العراقي، في المقابل اعتبر آخرون أن حديث السفير عن أوضاع المرأة في العراق جاء في إطار إنساني.

وكثيرا ما يتم استهداف هيكي عبر حملة تسقيط على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد أن يتحدث ضد الميليشيات.

ووبّخ السفير من قبل أنصار الميليشيات وذلك بعد أن شجع العراق على التصدي للمجاميع المسلحة التي تعمل خارج نطاق القانون وتعرقل تنمية العراق. وردا على ذلك، قامت إحدى الفصائل المسلحة بنشر سلسلة من الصور والتعليقات على موقع تلغرام تحذر الدبلوماسي البريطاني وتطالبه بالاحتفاظ بآرائه لنفسه. ورافقت التحذير صور فوتوغرافية مركبة لهيكي أجريت عليها عمليات فوتوشوب، ليبدو وجهه ورأسه ملطخين بالدماء.

نقلاً عن " العرب اللندنية"