في Sunday 18 July, 2021

مقابل عدم الإعدام.. إيران تطالب رجل أعمال بدفع نحو 4 مليارات دولار

باباك زنجاني
كتب : زوايا عربية - متابعات

بعد إشارات ومماطلات لسنوات، أعلن القضاء الإيراني صراحة أن دفع رجل الأعمال والملياردير الإيراني باباك زنجاني لمبلغ مالي قدره 3.5 مليار دولار، قد ينجيه من حبل المشنقة، حسب تصريحات رئيس المحكمة الإيرانية العليا مرتضوي مقدم.

وبرر مرتضوي مقدم هذه المساومة، قائلا: "بعض الأمور يجب أن تؤخذ في الاعتبار لصالح البلاد"، مما دفع المعلقين الإيرانيين للتساؤل بشأن ما إذا ما كان باباك زنجاني مدان فعلا بعمل جنائي، أم مجرد رهينة مختطفة من قِبل القضاء الإيراني، الذي يطالب بفدية لإطلاق سراحه.

وتقدر تلك "الفدية" بمبلغ 3.5 مليار دولار، هي مجموع الأموال التي يعتبر القضاء الإيراني أنه تم اختلاسها من قبل زنجاني، بالإضافة إلى الأرباح المتوجبة نتيجة تأخر الدفع طوال سنوات.

وزنجاني هو واحد من أغنى وأشهر رجال الأعمال الإيرانيين، برز خلال الولاية الثانية للرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد (2009-2013).

فحينما كانت العقوبات الدولية تلاحق النظام الإيراني، بسبب الملف النووي الإيراني، بالذات في القطاع النفطي، نشط زنجاني وخلق شبكة معقدة من الشركات التجارية والمؤسسات المالية، الموزعة على مختلف أنحاء العالم، لبيع النفطي الإيراني بعيدا عن سلسلة العقوبات، وبالشراكة والتوافق مع السلطات الإيرانية.

المعطيات المالية كانت تقول إن شبكات زنجاني المالية نجحت في خلق إيرادات مالية للحكومة الإيرانية خلال السنوات الأربع من الولاية الثانية لحكم أحمدي نجاد، قُدرت بأكثر من 50 مليار دولار. في المقابل، فإنه جمع ثروة ذاتية تقدرها التصنيفات المالية العالمية بحوالي 10 مليارات دولار.

لكن الأوساط الإعلامية المقربة من زنجاني تقول إن الجانب الأكبر من ثروته الشخصية جاء من مجموعة ضخمة من الاستثمارات التي تنفذها شركات مجموعته المالية في مجالات التجارة العامة والصناعات البتروكيماوية والطيران والسياحة والإلكترونيات، وإن مكاسبه من تجارة النفط الإيرانية كانت "عادية وقريبة مما يحققه الوسطاء النفطيون بشكل عادي في مختلف المعاملات والدول".

السلطات الإيرانية أصدرت أمرا باعتقال زنجاني خلال عام 2013، بعد أسابيع قليلة من انتهاء ولاية أحمدي نجاد، واعتقلته خلال شهر ديسمبر من ذلك العام.

وبعد محاكمة استمرت 3 سنوات تقريبا، حكمت عليه "المحكمة الثورية" في مدينة طهران بالإعدام شنقا، بعد أن أدانته بتهمة "الاختلاس ونشر الفساد في الأرض".

الناشط الحقوقي الإيراني بيروز شمراني، شرح في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، الدوافع التي حرضت النظام الإيراني على اعتقال زنجاني والحكم عليه.

ولفت إلى أن الحكم "جاء بالرغم من الشراكة المحكمة التي كانت بين زنجاني وأركان النظام في إيران، إلا أن صراع المحاور ضمن النظام الإيراني، دفعت الرئاسة في عهد حسن روحاني لأن تقدم زنجاني كقُربان لما كانت تعتبره مرحلتها الإصلاحية، خصوصا وأن زنجاني كان قد تعرض لعقوبات من مجلس الاتحاد الأوربي في أواخر 2012، ولعقوبات من قبل وزارة الخزانة الأميركية في أوائل عام 2013".

وتابع: "لذلك فإن اعتقال زنجاني كان بمثابة جردة حساب من قبل عهد روحاني مع سابقه نجاد، وبنهاية فترة حكمه، فإن الحلقة المقربة من روحاني تريد الخروج بصفقة تعتبرها رابحة".

بدورهم، شكك مراقبون ومعلقون إيرانيون بمصداقية إقدام السلطات الإيرانية على إطلاق سراح زنجاني، حتى لو دفع المبلغ المطلوب منه كمساومة.