في Saturday 4 December, 2021

بعد هجمات «داعش».. مطالب بتأمين المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل

كتب : زوايا عربية - متابعات

تصاعدت حدة الدعوات إلى إيجاد صيغة ملائمة، لتأمين المناطق المتنازع عليها، بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، وذلك بعد الهجوم الدموي الأخير الذي شنه تنظيم داعش وراح ضحيته 13 شخصاً.

وشن التنظيم مساء الجمعة، هجوماً على قرية خدرجيجة في قضاء مخمور بمحافظة نينوى شمالي البلاد، مما أدى إلى مقتل 13 شخصاً، منهم 10 من قوات البيشمركة و3 مدنيين.

وأعاد هذا الهجوم التساؤلات حول سبب إبقاء المناطق المتنازع عليها، دون قوات أمنية كافية لتأمينها، وغياب التنسيق مع قوات البيشمركة الكردية، إذ خلّف انسحاب البيشمركة من كركوك في 16 أكتوبر 2017، عقب اجتياح القوات الاتحادية لهذه المناطق، رداً على إجراء الأكراد استفتاء الانفصال، فراغاً أمنياً وسّع المساحات المفتوحة على الخط الفاصل بين الجيش والبيشمركة.

وتحولت تلك المناطق، على مدار السنوات الماضية، إلى مسرح لهجمات تنظيم داعش، التي تمتد من قضاء خانقين في محافظة ديالى المحاذية للحدود الإيرانية، إلى أطراف منطقة سحيلا الحدودية مع سوريا.

ولم يكن هذا الهجوم هو الأول من نوعه، حيث شهد الأسبوع الماضي عدة هجمات مماثلة، أوقعت ضحايا في صفوف قوات البيشمركة الكردية، وعزا وزير البيشمركة شورش إسماعيل التصعيد إلى ”ضعف التنسيق بيننا والجيش الاتحادي، وهو ما منح فرصة ذهبية لإرهابيي داعش“.

وقال إسماعيل في تصريحات صحفية إن ”هناك مسافة 35 كيلومتراً طولاً، وبعرض ثمانية كيلومترات من الفراغ الأمني، في منطقة كفري، وهو سبب رئيس للهجمات“.

ورأى خبراء أمنيون وسياسيون، أن الخلافات المستمرة بين أربيل وبغداد، حول جملة ملفات، انعكست سريعاً على الجانب الأمني، وحالت دون التوصل إلى اتفاق سريع لإنهاء مأزق هذه المناطق ونشر قوات مشتركة.

وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، عماد باجلان إن ”تلك المناطق منذ 2017 هي رخوة وهشّة، وتنشط فيها خلايا تنظيم داعش بشكل مستمر، لكن لغاية الآن، لم تضع الحكومة الاتحادية خطة واضحة لتأمين هذه المناطق، وقد طالب الحزب بضرورة تشكيل قوة مشتركة بين الجيش والبيشمركة لتأمينها لكن لم يحصل ذلك“.

وأضاف باجلان لـ“إرم نيوز“ أن ”هناك بعض الأحزاب السياسية في بغداد، ترفض عودة قوات البيشمركة إلى هذه المناطق، لكن المأزق هو أن تلك القرى باقية دون تأمين، وتحولت إلى بؤرة تهدد أمن البلاد وإقليم كردستان“، لافتا إلى أن ”الجيش العراقي منذ 2017 بدأ بتشكيل وفود وتحديد نقاط، لمسك تلك المناطق، بالاشتراك مع قوات البيشمركة، لكن هناك إرادة تمنع إنشاء تلك القوة المشتركة“.

وأعلن العراق في 2017 تحقيق النصر على ”داعش“ باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد التي اجتاحها التنظيم صيف 2014، إلا أنه لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة ويشن هجمات بين فترات متباينة.

وتعد الفراغات الأمنية بين قوات الجيش العراقي والبيشمركة، أحد أبرز التحديات أمام جهود محاربة فلول ”داعش“، وتمتد الفراغات من الحدود السورية شمالاً عند محافظة نينوى مروراً بمحافظتي صلاح الدين وكركوك وصولا إلى ديالى على حدود إيران.

ويسعى إقليم كردستان، إلى تشكيل قوة مشتركة من عدة ألوية، لنشرها في تلك المناطق، وهو ما ترفضه بعض الأحزاب السياسية في بغداد، بداعي عدم تمكين قوات البيشمركة، كما ترفض القوى التركمانية عودة البيشمركة إلى محافظة كركوك.

في هذا الإطار، رأى المحلل الأمني كمال الطائي، أن ”خلط الجوانب السياسية بالفنية والعسكرية، يؤدي إلى نتائج كارثية، كما يحصل في المناطق المتنازع عليها، منذ عدة سنوات، حيث حال الاستقطاب الحاصل بين الفرقاء دون تأمين تلك القرى، بل تحولت إلى تهديد حقيقي للمناطق المحيطة بها وإقليم كردستان“.