في Monday 10 January, 2022

ارتفاع كلفة غاز الطهي يعيد الصوماليين إلى زمن الفحم

صورة أرشيفية
كتب : زوايا عربية - وكالات

أدى غياب دور الحكومة لضبط أسعار غاز الطهي في الأسواق المحلية إلى جانب ارتفاع الأسعار عالميا، إلى رفع سعر الغاز المنزلي، في بلد يعيش 70 بالمئة من سكانه تحت خط الفقر.

وتحرم هذه الأزمة شريحة كبيرة من المجتمع من استخدام غاز الطهي، ما يدفعهم للعودة إلى زمن الفحم هربا من الارتفاع الجنوني للغاز الذي قفز بنسبة 75 بالمئة منذ النصف الثاني 2021.

في ظل استمرار معاناة المواطنين، تعزو الشركات ارتفاع أسعار الغاز المنزلي إلى تصاعد أسعار الغاز في الأسواق العالمية والارتفاع المفاجئ لتكاليف الشحن.

انقطاع استيراد الغاز
قررت بعض شركات توزيع الغاز المحلية، إلى وقف أعمال استيراد غاز الطهي على خلفية ارتفاع أسعاره عالميا، ما أربك السوق المحلية نتيجة زيادة الطلب وقلة العرض.

يقول عبدالفتاح عمر مسؤول التسويق في شركة "أورنج غاز"، كبرى شركات الموزعة للغاز، للأناضول، إن ثمة أسباب أدت إلى ارتفاع اسعار الغاز المنزلي، الذي بدأ يستخدمه المواطنون بشكل ملحوظ في السنوات الماضية.

وقال عبدالفتاح إن سعر الغاز في الأسواق المحلية، مرتبط بالأسواق العالمية، وكلما حدث اضطراب في الأسعار خارجيا، فإنه يؤثر سلبا على سوق الغاز المحلية.

وأضاف: "من العوامل التي ساهمت في ارتفاع سعر الغاز المحلي، هو انقطاع استيراد الغاز بسبب مشاكل في عمليات الشحن، ما أدى إلى تراجع نسب الغاز المستوردة للبلاد".

نتيجة للعوامل السابقة، استغلت بعض الشركات الانقطاع لرفع سعر الغاز إلى ضعف قيمته الأصلية، وسط غياب الرقابة الحكومية.

تلاعب في الأسعار
ما تزال أسعار الغاز مرتفعة في الأسواق المحلية حتى وإن عادت أسعار الأسواق العالمية إلى مستوياتها السابقة، التي قيل إنها سببت لهيب أسعار الغاز المنزلي، بحسب أحمد نور خبير اقتصادي.
يقول أحمد نور للأناضول، إن شركات الغاز المحلية يتفننون برفع الأسعار بذريعة تصاعد أسعار الأسواق العالمية، لكن مع هبوط لدى الأخيرة، تبقى كلفة الغاز للمستهلك محليا ملتهبة، لتفاقم معاناة المواطنين.

من جهتها تقول فردوسة عثمان، ربة منزل، للأناضول، إن الارتفاع المفاجئ للغاز "فاقم معاناتنا، حيث كنا نواجه أزمة ارتفاع مستمرة للبضائع المختلفة".

وأشارت أنها تشتري أسطوانة غاز بوزن 13 كجم بسعر 40 دولارا، ضعف قيمتها الأصلية، حيث كانت تباع أسطوانة الغاز بسعر 21 دولار.

وتابعت: "استعين بالفحم للطهي في بعض الحالات من أجل تقليل استهلاك الغاز، وإبقائه لوقت أطول لأننا غير قادرين على تحمل تلك التكاليف الباهظة".

اللجوء للفحم
أما حواء أحمد، فقد توقفت عن استخدام الغاز الطهي قبل شهرين، بسبب ارتفاع سعره، لتلجأ إلى زمن الفحم لحين عودة أسعار الغاز إلى قيمتها الأصلية.

تقول حواء وهي تشتري الفحم في سوق "يبرتا" للأناضول على غرار بعض الأسر: "عدت إلى استخدام الفحم لأنها مناسبة لوضعنا المادي رغم الجهد والمتاعب التي تتطلبها عند الطهي".

وأضافت: "في السابق كنا نقطع بعض القروش من يومياتنا لنشتري أسطوانة الغاز، لكن بعد أزمة ارتفاع أسعار في السوق، لا حيلة لنا سوى اللجوء إلى الفحم".

عودة متوقعة في الأسعار
وتوقع عبدالفتاح عمر مسؤول التسويق لشركة "ارونج للغاز"، للأناضول، عودة أسعار الغاز الطهي إلى مستوياتها السابقة خلال الشهر الحالي، نتيجة هبوط طفيف في سعر الغاز عالميا.

ورغم إعلان بعض الشركات المحلية عن خفض أسعار الغاز، إلا أن الكثيرين يرون أن التخفيضات المعلنة لا تتواءم مع الأوضاع الاقتصادية للمواطنين.

وتمر الصومال بمرحلة انتقالية، نتيجة تلكؤ عمليات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد ما أثر سلبا على قطاعي الاقتصاد والأمن.