في Tuesday 18 January, 2022

هل تنجح ويليامز في فرض خطتها للانتخابات في ليبيا؟

ستيفاني ويليامز
كتب : زوايا عربية - وكالات

تقود مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة المكلفة بالملف الليبي ستيفاني ويليامز، جهوداً كبيرة للبحث عن دعم إقليمي ودولي لخطّتها التي تقوم علىتنظيم انتخابات في ليبيا قبل نهاية شهر يونيو، لكنها تصطدم بواقع داخلي وتحالفات محليّة لا تضع الانتخابات كأولوية.

وخلال الأيام الماضية، قامت ويليامزبجولة قادتها من ليبيا إلى تونس وأنقرة وموسكو ثم القاهرة، في سبيل حشد دعم إقليمي ودولي من أجل الاستمرار في العملية السياسية والحفاظ على الزخم الانتخابي ضمن الإطار الزمني الأصلي لخارطة الطريق التي وضعها ملتقى الحوار السياسي وأقرّها مجلس الأمن الدولي، وتنتهي في شهر يونيو من هذا العام.

وتعتبر ويليامز أن "الانتخابات ضرورية لمنح مصداقية لمؤسسات البلاد" وتقول إنها لا ترى "أي مخرج آخر لليبيا غير عملية سياسية سلمية"، بما يتماشى مع خارطة الطريق لعام 2020 التي توسطت فيها الأمم المتحدة.

لكن داخلياً، لا تبدو الانتخابات أولوية لدى الأطراف السياسية، حيث تتجه النوايا نحو إعادة إحياء مشروع صياغة الدستور وتشكيل حكومة جديدة تتولى إعداد الترتيبات اللازمة لتنظيم انتخابات، بعد تحقيق توافق حول القوانين والتشريعات الانتخابية وتحقيق مصالحة وطنية، وتوحيد مؤسسات الدولة.

هذه الخارطة التي تستبعد الانتخابات، أشار إليها رئيس البرلمان عقيلة صالح، أمس الاثنين خلال جلسة البرلمان، حيث دعا إلى تشكيل حكومة جديدة، معتبراً أن الحكومة الحالية بقيادة عبد الحميد الدبيبة "تعتبر منتهية الصلاحية منذ يوم 24 ديسمبر". كما اقترح تشكيل لجنة من 30 مثقفاً ومفكراً وأكاديمياً متخصصاً بالقانون الدستوري، يمثلون الأقاليم الثلاثة (طرابلس وبرقة وغزان)، تساندهم خبرات دولية عربية وأجنبية قادرة على صياغة دستور توافقي حديث.

ويرى المحلل السياسي الليبي محمد الرعيش في تصريح لـ"العربية.نت"، أن الخطة التي أعلن عنها عقيلة صالح "مدعومة من قبل تكتل برلماني قوي وتتبنّاها كذلك أطراف سياسية محلية تنادي باعتماد خارطة طريق طويلة المدى يتم خلالهاإقالة السلطة الحالية وتشكيل أخرىجديدة تتولى الإعداد والإشراف على تنظيم الانتخابات بعد تحقيق توافق بين مختلف الأطراف الفاعلة حول القوانين الانتخابية".

وتابع أن اهتمام القوى المحلية بإعادة تشكيل المشهد السياسي وتوزيع السلطة، عوضاً عن معالجة العوائق الأمنية والسياسية والقانونية التي حالت دون إجراء الانتخابات يوم 24 ديسمبر، سيؤدي إلى إطالة الفترة الحالية في ليبيا ولن تضمن هذه الخطّة الاستقرار على المدى الطويل، مضيفا أن تحركات ويليامز التي تضغط من ورائها لإجراء انتخابات قبل نهاية شهر يونيو، تحتاج بالإضافة للدعم الإقليمي والدولي، إلى دعم وتوافق داخلي و"هو مفقود".

وتشهد ليبيا حالة من الغموض بشأن مستقبل العملية السياسية في البلاد، بعدما تم تأجيل إجراء الانتخابات التي كان من المقرر إقامتها في الـ24 من ديسمبر الماضي، وعجزت الأطراف المحلية والدولية عن التفاهم حول خارطة طريق بديلة.