في Sunday 1 May, 2022

بعد استيلاء روسيا عليها.. سكان خيرسون الأوكرانية يرفضون التداول بالروبل

كتب : زوايا عربية - وكالات

من المقرر أن يستخدم الروبل الروسي في مدينة خيرسون الأوكرانية، وفقا للقوات الانفصالية المدعومة من روسيا التي سيطرت على هذه المدينة الجنوبية.

رغم ذلك، أبدى عمدة خيرسون إيهور كوليخييف، الذي أطاحت به السلطات الروسية، دهشته حيال إمكانية تنفيذ ذلك بينما النظام المصرفي الوحيد الذي يعمل في المدينة لا يزال أوكرانيا لا روسيا.

ورغم احتلال القوات الروسية المدينة منذ 60 يوما، يحاول سكان المدينة تحدى القوات الروسية قدر المستطاع - مثل استبدال أي مبالغ بالروبل الروسي بالعملة المحلية الأوكرانية الهريفنا.

لكن عندما يتعلق الأمر باحتلال الروسيين شوارع مدينتك، تتضاءل الوسائل الآمنة التي يمكن من خلالها إظهار معارضتك لتلك القوات.

وقد انتشر حرف Z، الذي يستخدمه الروسيون للتعبير عن تأييد خيار الحرب، في جميع أنحاء المدينة، كما رُفعت الأعلام الروسية أعلى المباني الحكومية في خيرسون. وانقطع إرسال التلفزيون الأوكراني في المدينة ليستبدل بقنوات أخبار روسية. ويتجول الجنود الروس في وسط المدينة بمركبات عسكرية مدرعة متنقلين بين مجموعة من نقاط التفتيش.

والآن أُعلن عن العزم على تغيير عملة المنطقة، الذي يعد محاولة جديدة لطمس الهوية الأوكرانية في المدينة.

وقالت أولغا، التي رفضت استخدام اسمها الحقيقي: "أعتقد أن أغلب الناس قد يتركوا المدينة إذا استُخدم الروبل هنا".

وأضافت: "حتى الآن لا تزال هناك شركات صرافة تعمل في المدينة. وإذا ما دفع لي أحد بالروبل، أعتقد أنني سوف أغادر وأستبدله بالهريفنا. وأرى أن الآخرين قد يفعلون ذلك أيضا كمجرد إجراء احتجاجي بسيط".

أولغا ليست وحدها التي تتبنى هذه الخطة، إذ أِشارت تقارير إلى أن بعض الأوكرانيين في مدينة خيرسون تسلموا معاش التقاعد بالروبل الروسي، لكنهم استبدلوا النقود بالهريفنا الأوكرانية.

وتزداد صعوبة الحياة في خيرسون بمرور الوقت، فالكثيرون يصابون بالتوتر لأقل الأسباب، حتى عندما يطلب منهم التحدث إلى الصحفيين. وعندما اقتربنا من أولغا وبدأنا نسألها تنهدت ثم قالت: "أنا ما زلت على قيد الحياة ولدي طعام".

ونزح حوالي 40 في المئة من سكان خيرسون منذ أن احتلت القوات الروسية هذه المدينة الاستراتيجية، وفقا للعمدة الذي أطاحت به سلطات الاحتلال الروسي.

وأخبرنا الكثير من السكان بأنهم يعانون في الدفع مقابل الحصول على بعض السلع القليلة المتوافرة هناك، إذ أن رفوف المحال التجارية فارغة. ويقولون إن متاجر ومطاعم وشركات أغلقت بعد أن تعطلت أجزاء من الاقتصاد في المدينة التي انقطعت عن باقي العالم.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، عينت القوات الروسية إدارة جديدة في خيرسون، مبررة ذلك بأن عمدة المدينة كوليخييف لم يكن "متعاونا" مع قواتها، وفقا لوكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي.

وأثناء مكالمة عبر الفيديو من مكان غير معلوم في المنطقة، أكد لنا عمدة خيرسون أنه لم يتوقف عن ممارسة مهام عمله، لكنه أشار إلى أنه لا يزال يشك في أن روسيا قد بدأت العمل على فرض الروبل.

وقال كوليخييف: "ليس لدي تأكيد على بدء تداوله (الروبل). ولا أدري متى يبدأ، أو متى يتوقف عمل وزارة الخزانة والنظام المصرفي الأوكراني في المدينة، فكل شيء وارد تحت الاحتلال، ولا يمكنني أن أدخل إلى رأس الروسيين لمعرفة ما يفكرون به. وإذا أرادوا أن يفرضوا التعامل بالروبل في المنطقة، فسوف ننزلق إلى عام 1992 عندما حصلت أوكرانيا على استقلالها".