في Saturday 27 August, 2022

وسط اتساع اشتباكات طرابلس.. وفاة فنان ونزوح مئات العائلات

كتب : زوايا عربية - وكالات

شهدت العاصمة الليبية طرابلس نزوح مئات العائلات، التي تقع منازلهم قرب الاشتباكات الدائرة منذ الجمعة بين الميليشيات، والتي أوقعت قتلى ومصابين.


ورصد مراسل "سكاي نيوز عربية" سيارات مدنية محملة بعتاد وحقائب تغادر بعض الأحياء، وتسلك طرقًا خارج المدينة تفاديًا للاشتباكات، كما تعرضت أحياء كاملة لتدمير كبير جراء القصف واحترقت عشرات السيارات.

وقُتل حتى اللحظة ثلاثة أشخاص بينهم الفنان الشهير مصطفى بركة، وأصيب العشرات وسط توقعات بزيادة الحصيلة، حيث تظل السلطات الصحية عاجزة عن دخول مواقع الاشتباكات.

واتسع نطاق الاشتباكات في طرابلس، واستدعت الميليشيات المتحاربة حلفاءها، فيما يتخوف متابعون من الدخول في نزاع عسكري كبير يشبه أحداث 2014.

وقالت وسائل إعلام ليبية إنه منذ اندلاع الصراعات لوحظ نشاط مكثف للطائرات المسيرة التي خرجت من مطار معيتيقة فوق مناطق المواجهة.

وناشد جهاز الإسعاف والطوارئ المواطنين بأخذ الحيطة والحذر أثناء وقوع الاشتباكات، وطالب بتنفيذ التعليمات الخاصة بالأمن والسلامة.

وقال في بيان إنه "في حالة سماع أصوات قذائف قريبة ضرورة الاحتماء في الطابق الأرضي وجمع الأوراق المهمة للعائلة في حقيبة واحدة (كتيب العائلة، جوازات السفر، البطاقات الشخصية، دفاتر الشيكات، أوراق ملكية المنزل، شهادات التخرج)، ووضعها في مكان قريب دائمًا.

كما ناشد أيضًا بإبعاد أسطوانات الغاز أو المولدات من أماكن المنزل المكشوفة لتجنب إصابتها وعدم غلق الأبواب والنوافذ بشكل محكم وترك نافذة أو نصف نافذة مفتوح دائمًا لتجنب الضغط وتكسر الزجاج نتيجة القذائف.

ونصح أيضًا بتفادي الوجود في الغرف المطلة على الطريق، وفي حالة الخروج من المنزل يجب إطفاء مفتاح الكهرباء.

واندلعت الاشتباكات فجر السبت، وسط المدينة، وسمع سكان العاصمة أصوات راجمات صواريخ وطلقات نارية بكثافة في شارع الزاوية وسط طرابلس، بينما هرع بعض الأهالي للخروج من منازلهم ومحاولة الابتعاد عن مصادر النيران.

وحصلت "سكاي نيوز عربية" على فيديوهات للاشتباكات الدائرة، حيث لوحظ استخدام راجمات صواريخ وأعيرة نارية ثقيلة وسط الأحياء السكنية.

وقالت مصادر لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن المواجهات بدأت بين رتل للميليشيا التي يتزعمها عماد الطرابلسي، وارتكاز لـ"كتيبة 92" التي تتبع هيثم التاجوري.

بعدها دخلت "ميليشيا دعم الاستقرار" التابعة إلى عبد الغني الككلي على خط المواجهات في صف قوات الطرابلسي، واقتحمت معسكر 77 الخاضع للتاجوري.

وأكدت المصادر أن كل الميليشيات في طرابلس تأهبت بعد اندلاع الاشتباكات، وتوقع البعض أن هذه هي شرارة حرب جديدة داخل العاصمة الليبية.

ولم تعلن وزارة الصحة حتى اللحظة الخسائر البشرية جراء الاشتباكات، لكن وسائل إعلام ليبية أكدت وقوع قتلى وجرحى.

وأغلقت الميليشيات الطريق الساحلي الرابط بين العاصمة طرابلس ومصراتة، وبالتحديد عند بوابة وادي كعام، والتي شهدت مرور تعزيزات عسكرية ضخمة إلى طرابلس.

جاء هذا الإغلاق بعد تحرك أرتال ضخمة لميليشيات من مصراتة في طريقها لطرابلس.

وتشهد مدن غرب ليبيا منذ أيام حالة تحشيد عسكري كبيرة بسبب الأزمة السياسية الراهنة في البلاد ووجود حكومتين، يقودهما فتحي باشاغا وعبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم الحكومة.

وأشاعت حالة الطوارئ هذه في طرابلس الذعر بين السكان، خاصة أن الميليشيات منعت وجودهم في بعض الميادين وحظرت السير في بعض الطرق.