في Tuesday 20 September, 2022

تراس تستأنف مهامها بعد انتهاء جنازة الملكة بالمشاركة بالجمعية العامة للأمم المتحدة

ليز تراس
كتب : زوايا عربية - وكالات

لم تكن البدايات في داونينغ ستريت تلك التي كانت تأمل بها ليز تراس التي عينت رئيسة للوزراء قبل يومين من وفاة اليزابيث الثانية، لكن بعد دفن الملكة تستأنف الأعمال على نطاق واسع بين ماراتون دبلوماسي ومعالجة أزمة ارتفاع كلفة المعيشة.

في 8 سبتمبر، كانت ليز تراس في منصبها لمدة 48 ساعة، وبعد خطاب كانت منتظر بترقب في البرلمان حول فواتير الطاقة، اختفت عن مقاعد وستمنستر. وبعد ساعات تم إبلاغها بوفاة الملكة.

على مدى 12 يوما، أدت فعاليات إحياء ذكرى الملكة ومشاعر التأثر التي عمت البلاد الى وقف كل الحياة السياسية. تم تعليق الإضرابات ولزمت المعارضة الصمت فيما ركزت الحكومة على مراسم تنظيم الجنازة المهيبة للملكة، رغم أن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تهز البلاد تتطلب، باعتراف رئيسة الوزراء نفسها، تحركا "فوريا".

بعد هذه الانطلاقة الصعبة، تريد ليز تراس التحرك بسرعة. عقدت اجتماعا الأسبوع الماضي لحكومتها للتحضير لبدء العمل مجددا للمرة الثانية، وبعد ساعات فقط على انتهاء جنازة الملكة غادرت الاثنين الى نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.

تريد تراس الاستفادة من هذه المناسبة التي سبق ان حضرتها بصفتها وزيرة للخارجية، لكي تكرر التزام بريطانيا حيال أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.

في بيان أعلنت أن بلادها تعتزم ان تعادل او حتى تتجاوز في العام 2023 المساعدة العسكرية البالغة قيمتها 2,3 مليار جنيه استرليني (2,6 مليار يورو) الموعودة هذه السنة. وقالت "انتصارات أوكرانيا في الأسابيع الماضية هي مصدر إلهام" وذلك بعدما استعادت القوات الأوكرانية مناطق كان يحتلها الروس خلال هجوم مضاد.

وأضافت "رسالتي الى الأوكرانيين هي التالية: ستواصل بريطانيا الوقوف الى جانبكم في كل مرحلة. أمنكم هو أمننا".

في الكواليس، قد تعقد في نيويورك أول لقاء ثنائي الثلاثاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدما كانت رفضت هذا الصيف القول ما اذا كانت تعتبر فرنسا "صديقة" او "عدوة" لبريطانيا، على خلفية التوترات بشأن علاقات ما بعد بريكست وعمليات عبور المهاجرين للمانش بشكل غير شرعي.

ستجتمع الأربعاء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت وصلت فيه المفاوضات الهادفة للتوصل الى اتفاق تجاري كبير مع الولايات المتحدة والذي ترغب به لندن بشدة منذ بريكست، الى طريق مسدود حتى باعتراف تراس.

وقالت للصحافيين في الطائرة التي أقلتها الى نيويورك "ليس هناك حاليا أي مفاوضات جارية مع الولايات المتحدة ولا أتوقع ان يتم إطلاق مفاوضات على المدى القصير او المتوسط".

الى جانب اوكرانيا، ستبحث مع الرئيس الأمريكي أزمة الطاقة لكن أيضا الوضع في ايرلندا الشمالية حيث يسود شلل سياسي بسبب اجراءات مرحلة ما بعد بريكست في هذه المقاطعة البريطانية.

أمام هذا الشلل، اعتمدت تراس حين كانت لا تزال وزيرة للخارجية قانونا يعدل من جانب واحد هذه الترتيبات التي تم التفاوض عليها مع الاتحاد الأوروبي مع المجازفة باثارة استياء بروكسل ودبلن وواشنطن التي تعتبر كل تعديل للنص يضعف السلام في الجزيرة.

الرئيس الأمريكي الذي له جذور ايرلندية، انتقد على الدوام ادارة هذه المسالة من قبل رئيس الحكومة السابق بوريس جونسون وتراقب إدارته عن كثب الخطوات الأولى لتراس.