في Wednesday 2 November, 2022

من المآتم للعمامات الدينية..متظاهرو إيران كسروا المحظور

كتب : زوايا عربية - وكالات

مع اقترابالتظاهرات التي عمت إيرانإثر مقتلالشابة مهسا أميني، من طي شهرها الثاني، لا يزال المحتجون لاسيما من الشريحة الشابة يتحدون السلطات بكل ما أوتوا من وسائل، على الرغم منالتهديد والوعيد وحملات القمع.

فعلى الرغم من أنّ البلاد شهدت خلال العقدين الماضيين عدة احتجاجات، إلا أنّ الحركة الحالية كسرت المحظورات بشكل منتظم.

فقد شهدت تلك الاحتجاجات عدداً لا يُحصى من التكتيكات المختلفة، إذ أشار العديد من المراقبين إلى نزعة جديدة تتمثّل فيقيام الشبّانبإزالة العمائم من على رؤوس رجال الدين في الشوارع، في إشارة إلى رفضتحكم رجالات الدينبالحكم في البلاد، وبمصائر الناس، ولباسهم وأفكارهم.

ما أظهرت مئات الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأسابيع الماضية، لوحات جدارية للمرشد علي خامنئي وسلفه روح الله الخميني، مطلية باللون الأحمر في مدينة قم المقدّسة.

كذلك، تحولت جنازات المعتقلين الذين أوقفتهم السلطات خلالالتظاهرات،ليلقوا حتفهم لاحقاً، أو من سقطوا برصاص الأمن خلال المسيرات في الشوارع والجامعات، إلى محطات تحد للسلطات.

فكلما تم إحياء ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاة شخص ما جراء القمع، تتحول مراسم الحداد إلى بؤرة احتجاج، بحسب ما أفادت فرانس برس.

ولعل أحدث دليل على هذه المسألة، ما شهدته مدينة سنندج الرئيسية في محافظة كردستان في شمال غرب البلاد يوم الاثنين الماضي، خلال تشييع سارينا سعيدي، الفتاة البالغة من العمر 16 عاماً، والتي قُتلت خلال التحرّكات الاحتجاجية.

حيث تحولت جنازتها إلى احتجاج رفع فيه المشاركون هتافات معادية للنظام، بينما قامت نساءٌ بخلع حجابهن، وفق ما نقلت منظمة "هينغاو" لحقوق الإنسان التي تتخذ من النرويج مقرّاً.

كما تعالت صيحات "الموت للديكتاتور" في إشارة إلى خامنئي.

كذلك، تحولت إضرابات الطلاب الجامعيين في العاصمة طهران، إلى لحظات تحد للحكم، مع تعالي صيحات المشاركين "الموت للديكتاتور" أو "أيديكم ملطخة بالدم "، و"سأقتل من يقتل أخي"!.

يذكر أنه منذ مقتل أميني في 16 سبتمبر (2022) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، لم تهدأ التظاهرات في البلاد.

فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القوانين المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية والدينية بشكل عام.