في Monday 3 July, 2023

عملية إسرائيل بجنين.. إعصار من القصف والقتل والتدمير

كتب : زوايا عربية - وكالات

يعيش سكان مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية، منذ ساعة مبكرة من فجر الاثنين، تحت نيران الجيش الإسرائيلي الذي بدأ عملية عسكرية واسعة في المدينة ومخيمها، استخدم فيها مروحيات ومسيرات وقوات برية.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان "بدء عملية عسكرية تستهدف غرفة العمليات المشتركة للفصائل ومسلحين فلسطينيين"، مشيرا إلى "إصابة جندي واعتقال 15 فلسطينيا في العملية".

ولاحقا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، مقتل 8 من مواطنيها وإصابة 50 آخرين بينهم 10بحالة خطرة، في عملية عسكرية إسرائيلية مستمرة في مدينة جنين ومخيمها، فيما تبقى الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود إصابات حرجة.

وقال شهود عيان للأناضول إن طائرات إسرائيلية واصلت في الساعات الأخيرة قصف أهداف بمخيم جنين، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من بعض المنازل.

وعقب العملية الإسرائيلية، بدت شوارع المخيم وكأن إعصارا قد ضربها، حيث تضررت البنية التحتية بشكل كبير وأتلفت عشرات المركبات بفعل جرافات عسكرية ضخمة، حسبما أفاد مراسل الأناضول الذي التقى بعض العائلات وسط المخيم ونقل صورة عن آخر التطورات، رغم وجود آليات عسكرية وقناصة في كل مكان.

"كل شيء تدمر"
يقول الشاب نهاد عزام إن "الجرافات دمرت كل شيء، انظر إلى المركبات الخاصة والجدران والشوارع والبنية التحتية، كلها تدمرت".

وأضاف: "في عام 2022، تمت إعادة تأهيل المخيم، لكنه تحول اليوم إلى منطقة أشبه بالمنكوبة، واستمرار العمليات يعني المزيد من الدمار والقتل".

وأصيب منزل عزام الواقع بالقرب من المدخل الرئيسي للمخيم (شرق) بصاروخ إسرائيلي أسفر عن تدمير أجزاء منه.

وفي أزقة المخيم، التقت الأناضول الطفلة الفلسطينية سندس (8 أعوام) والتي قالت إنها استيقظت على قصف صاروخي أصاب جزءا من منزل عائلتها.

وتتفقد سندس منزلها، والخوف على محياها مرددة: "صحينا على الصاروخ".

بنك أهداف مدني
القيادي البارز في حركة "فتح" بمخيم جنين جمال حويل، قال إن "إسرائيل تشن حربا حقيقية بالطائرات المسيرة والمروحية والآليات العسكرية ومئات الجنود على مخيم جنين".

وأضاف للأناضول: "قصف المخيم الذي لا تتعدى مساحته النصف كيلو متر بـ60 صاروخا حتى الساعة، دمر منازل ومحال تجارية ومركبات".
وتابع: "إسرائيل تتحدث عن بنك أهداف، وأنا أقول إن بنك أهداف إسرائيل هو منازل المواطنين الآمنين، ومركباتهم وطرقاتهم ولا شيء آخر".

ووصف حويل الوضع في المخيم بأنه "مأساوي، واستمراره يعني ارتكاب مجازر".

وشدد القيادي بحركة "فتح" على "قدرة المقاومة على الصمود"، قائلا إن "إسرائيل ستفشل بالتأكيد، وعزيمة الشباب لن تنكسر، وستبقى جنين ومخيمها عصية".

وأضاف: "جنين لم تذهب إلى إسرائيل، بل الجيش الإسرائيلي من يعيث فيها القتل".

وبين حويل أن "إسرائيل قطعت الكهرباء والمياه وشبكة الهواتف الأرضية بفعل أعمال التجريف".

مشاهد من القتل والدمار
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تناقل فلسطينيون صورا ومقاطع فيديو لشهداء وجرحى في أزقة المخيم، بينها مشهد لثلاثة شبان أصيبوا بالرصاص الإسرائيلي، حيث نزف اثنان منهم حتى الوفاة، دون أن يتمكن الناس في المنطقة من إسعافهم بسبب استمرار القصف.

ويتحدث سكان المخيم عن وجود أماكن "مغلقة تماما، حيث تُطلق النار على كل من يتحرك فيها"، موضحين أن "الدماء منتشرة في كل زاوية، مع تصاعد أعمدة الدخان والغبار في أكثر من جانب في المخيم".

كما التقط مصورو الأناضول صورا لآليات عسكرية إسرائيلية أثناء تدميرها الشارع العام وسط المخيم.

ورصدت الأناضول مشاهد من دمار عشرات المركبات الفلسطينية بشكل كلي وتجريف شوارع وتقطيع لشبكة الكهرباء والهواتف ونبش خطوط المياه والصرف الصحي.

احتجاز طواقم صحفية
مصور الأناضول عصام الريماوي، لم ينجُ من مخاطر القصف الإسرائيلي، حيث حوصر برفقة 4 صحفيين آخرين لمدة ساعتين وسط المخيم.

ويقول الريماوي: "بينما كنا نغطي العملية العسكرية في أطراف المخيم، تم استهدافنا برصاص الاحتلال".

وأضاف: "كان الموت وشيكا، أطلقت النار على كاميرا التلفزيون العربي (مقره قطر) وتم إعطابها، هربنا من تحت الموت ولجأنا لمنزل قريب".

وتابع: "ساعتين من الحصار لم نتمكن خلالها من فعل أي شيء، كان الجيش الإسرائيلي يطلق النار على كل شيء يتحرك".

ولفت الريماوي إلى أنه "بعد عدة مناشدات"، تم إخراجه مع زملائه من المخيم بواسطة سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وعن الدمار في المخيم، قال الريماوي إن "الجرافات العسكرية دمرت كل شيء في طريقها".