أول رئيس عربي للنيجر في مواجهة «الانقلاب».. من هو محمد بازوم؟

تصدر رئيس النيجر محمد بازوم الأنباء الواردة من ذلك البلد الأفريقي منذ صباح الأربعاء 26 يوليو 2023، بعد أنباء عن محاولة انقلاب يقوده عناصر من الأمن الرئاسي.. فمن هو بازوم؟.

بازوم الذي تولى منصبه قبل أكثر من عامين، احتجزه عناصر من الأمن الرئاسي في القصر الرئاسي الذي تحاصره الدبابات، بحسب ما أعلنته رئاسة النيجر، واصفة ما حدث بأنه "حركة مناهضة للجمهورية" و"فاشلة".

ويعتقد أن قائد الحرس الرئاسي، الجنرال عمر تشياني، الموجود منذ عهد الرئيس السابق محمدو يوسفو، والذي احتفظ به بازوم في منصبه عندما تولى السلطة عام 2021، يقف خلف محاولة إزاحة بازوم من منصبه.

وإذا نجح "الانقلاب" على بازوم، الذي ما زال يتفاوض مع الحرس الرئاسي الذي يحتجزه، فإن النيجر ستنضم بذلك إلى جيرانها مالي وبوركينا فاسو التي يحكمها مجالس عسكرية أتت بها انقلابات.

وما زال الموقف غامضا في نيامي، إذ أن الجيش بقيادة رئيس الأركان اللواء عبده سيديكو عيسى، الذي عينه بازوم عام 2020، لم يدعم الحرس الرئاسي في تمرده على الرئيس.

من محمد هو بازوم؟
ولد بازوم في عام 1960، ويعتبر أول رئيس للنيجر من الأقلية العربية، وكان يشغل منصب رئيس الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية منذ 2011.

وتولى بازوم عدة مناصب حقائب وزارية منها وزير الدولة للتعاون في عهد الحكومة الانتقالية لرئيس الوزراء أمادو شيفو بين عامي 1991 و1993، وانتخب عضوا في الجمعية الوطنية عام 1993.

كما عمل بازوم وزيرا للخارجية مرتين الأولى عامي 1995 و1996 والثانية بين عامي 2011 و2015، كما شغل منصب وزير الدولة في رئاسة الجمهورية من 2015 إلى 2016، ثم عين وزيراً للدولة للشؤون الداخلية بين 2016 و2020، حين استقال للاستعداد للترشح للانتخابات الرئاسة التي فاز بها في 2021.

وقُبض على بازوم مع اثنين من السياسيين المعارضين، بمن فيهم الأمين العام للحركة الديمقراطية من أجل الديمقراطية والتنمية حماه أمادو، في 1998، بزعم مشاركتهم في مؤامرة اغتيال.

كما ساهم مع معارضين آخرين في البرلمان في سحب الثقة من حكومة أمادو عام 2007، وسط اتهامات لها بـ"نهب الأموال العامة".

وسكن بازوم قصر الرئاسة بعد فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 21 فبراير 2021 بعد حصوله على 55 % من الأصوات في مواجهة الرئيس السابق ماهامان عثمان الذي لم يعترف بهزيمته ودعا إلى تظاهرات سلمية اعتراضا على النتيجة.

ويعتبر محمد بازوم أول رئيس للنيجر من أصول عربية؛ إذ ينتمي لقبيلة الميايسة، وهي من قبيلة أولاد سليمان العربية القادمة من ليبيا، والتي تعود بدورها إلى قبائل بني سليم القادمة من نجد في الحجاز.

ويجيد بازوم عدة لغات من بينها العربية والهوسا والتوبو والكانوري والفرنسية والإنجليزية.

وتعد مكافحة الإرهاب هي التحدي الأكبر لبازوم منذ توليه منصبه، إذ ينشط تنظيما القاعدة وداعش في غرب البلاد، في المنطقة الواقعة على الحدود مع مالي وبوركينا فاسو، بينما تنشط جماعة بوكو حرام الإرهابية في شرق البلاد.

وعقب توليه الرئاسة تعهد بازوم، بمكافحة الإرهاب وتحسين الأمن، بالإضافة إلى إصلاح الاقتصاد.

ويمكن وصف بازوم بأنه أخر شركاء فرنسا الأوفياء في منطقة الساحل والصحراء، بعدما خسرت حلفاؤها في أفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو، وسط تمدد روسي في المنطقة.