في Thursday 18 June, 2020

في رحلة البحث عن لقاح لكورونا.. تجارب اللقاحات بين مطرقة الوقت وسندان الأمان

كتب : زوايا عربية - متابعات

في خضم البحث عن لقاحٍ يضع حداً لجائحة فيروس «كورونا»، يشعر بعض العلماء بالقلق من أن «عملية السرعة الفائقة»، التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تنقصها تقنيات اللقاحات المجرّبة والحقيقية، التي أسفرت سابقاً عن لقاحات ناجحة، ويتحدثون عن منهجين مختلفين في هذه العملية لكل من الولايات المتحدة والصين.

وتأمل منظمة الصحة العالمية أنه من الممكن تطوير لقاح أو اثنين ضد «كورونا»، بحلول نهاية هذا العام. وتنقل وكالة الأنباء الألمانية عن سمية سواميناثان، وهي واحدة من كبار العلماء في منظمة الصحة العالمية، قولها في جنيف أمس الخميس، إنه من الممكن إنتاج مئات الملايين من جرعات التحصين بحلول نهاية العام. وتشير إلى أن البحث مستمر حول نحو 200 لقاح محتمل.

ويتمثل أحد التحديات في القدرة على إنتاج كميات كبيرة من اللقاحات، التي سيتعين توزيعها في أنحاء العالم لمكافحة الوباء.

وقد كررت منظمة الصحة العالمية مراراً أن جعل اللقاح في حال إنتاجه متاحاً لمنفعة الجميع يعد تحدياً كذلك.

تمويل التجارب

ولا تمول إدارة ترامب مناهج اللقاحات التي استخدمت لأكثر من 50 عاماً، بما في ذلك اللقاحات الحالية ضد التهاب الكبد، والإنفلونزا، وشلل الأطفال، وداء الكلب.

وبدلاً من ذلك، تستثمر الولايات المتحدة ما يصل إلى أكثر من 2 مليار دولار في مناهج حديثة وواعدة، ولكن في الغالب لم تسفر عن لقاحاتٍ معتمدة، وفقاً لتقرير نشرته شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.

وتنقل الشبكة عن خبير الأمراض المعدية في جامعة ييل، سعد عمر، قوله إن «عملية السرعة الفائقة» تحتاج إلى توسيع محفظتها، لتشمل التقنيات القديمة. وقال عمر، الذي ساعد في تطوير العديد من اللقاحات، إن «التقنيات الجديدة جيدة، ويمكن أن تقوم بأداء جيد، ولكن يجب علينا الاحتياط».

ويوافق د.بول أوفيت، الأستاذ في جامعة بنسلفانيا، الذي طور لقاحاً ضد الفيروس العجلي «الروتا»، على هذا الرأي، موضّحاً: «فقط لأنه جديد لا يعني أنه أفضل».

منهج الصين

واتبعت الصين نهجاً مختلفاً تماماً عن الولايات المتحدة، إذ استعانت بالنهج القديم في أربعة من لقاحاتها الخمسة في التجارب السريرية، لكن مدير معاهد الصحة الوطنية الأمريكية يشير إلى أن هناك «حاجة للسرعة»، ويستغرق تطوير المنهج القديم «وقتاً أطول بكثير».

وأوضح الطبيب فرانسيس كولينز لـ«سي إن إن» أنه «ليس هناك وقت لنضيّعه». وقال إن لديه مخاوف تتعلق بالسلامة من النهج القديم، الذي يفضّله الصينيون، ويتضمن هذا النهج أخذ الفيروس بأكمله إلى الاستجابة المناعية غير المضمونة.

مع ذلك، يتساءل علماء آخرون عما إذا كانت التكنولوجيا القديمة تستغرق وقتاً أطول أم أنها غير آمنة. وقال جون مور، أستاذ علم الأحياء الدقيقة، وعلم المناعة في كلية طب وايل كورنيل: إن «الصينيين لن يفعلوا ذلك إذا لم يكن لديهم خطة عقلانية لذلك»، مشيراً إلى أن «الصينيين ليسوا غير منطقيين».

وكشفت الصين عن نتائج المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية للقاح مرشح لـ«كورونا»، ويظهر نتائج واعدة من ناحية السلامة والكفاءة، وفقاً لمجموعة الصين الوطنية للصناعات الدوائية (سينوفارم).

وأظهرت النتائج سجل سلامة جيد، حيث لم تلاحظ تأثيرات سلبية خطيرة، خلال التجارب السريرية. وأنتج جميع الأشخاص الذين تلقوا اللقاح مستويات عالية من الأجسام المضادة.

وأكدت الصين أنها ستدعم التعاون الخارجي في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح بشكل فعال، معربة عن نيتها التعاون مع شركات ومؤسسات بحثية مختلفة من دول أخرى.

فيروس معطّل

ووفقاً لسلطات الصحة البرازيلية، ستبدأ شركة صينية،Sinovac«Biotech»، التجارب السريرية للمرحلة الثالثة باستخدام لقاح فيروس معطّل خلال الأسبوع الأول من يوليو المقبل. ومثل هذه التجارب تعد بمثابة الخطوة الأخيرة قبل أن يطلب مطوّرو اللقاح موافقة الجهات التنظيمية.

وقال د.بيتر هوتز، اختصاصي اللقاحات في كلية بايلور للطب، والذي يعمل على لقاح «كورونا»، ويستخدم نهجاً مختلفاً عن النهج الصيني، إن التجربة خير دليل، ولكن خبراء اللقاحات يقولون إن الطرق القديمة يمكن أن تتم بأمان، وأشاروا إلى اللقاحات المتاحة في الأسواق والتي تستخدم فيروسات معطّلة.

وأشار الخبراء كذلك إلى أن معظم أموال الحكومة الأمريكية يتم إنفاقها على التكنولوجيا الجديدة، التي تمت دراستها تجريبياً، ولكنها لم تصل أبداً إلى الأسواق.

وقال أوفيت، عالم اللقاحات في جامعة بنسلفانيا: «نحن لا نعرف ما إذا كانت حقاً أكثر أماناً».

وأعربت شركة سانوفي الفرنسية عن ثقتها بقدرتها على تطوير لقاح فعال ضد «كورونا»، رغم تأخر عملها عن مجموعات دوائية أخرى، على أن يكون جاهزاً بحلول ربيع العام المقبل.